خاص| ما السبب الحقيقي وراء رفض واشنطن لقاحات روسيا والصين؟
رفضت الولايات المتحدة الأمريكية التصديق أو الاعتراف باللقاحات الروسية والصينية، وهو ما قد يبدو قرارًا سياسيًا في ظاهره، ولكن بالبحث والتدقيق نلاحظ أن للقرار أهداف أخرى.
المدار تواصل مع أكاديميين، أكدوا أن الولايات المتحدة ترفض الاعتراف باللقاحات الروسية والصينية خشية أن يؤثر ذلك على وضعها السياسي.
وفي هذا السياق، قال الدكتور عاطف عبدالجواد، المحاضر الدولي بجامعة جورج واشنطن: القرار قد يبدو سياسيًا في ظاهره ولكن الحقيقة هي أن الحكومة الأمريكية تسمح بدخول من حصل على اللقاح الصيني أو لقاحين في الواقع، وهما "ساينو فارم، وساينو فاك" ضد فيروس كورونا، كما أن المنع لا يستهدف روسيا وحدها بل يشمل أيضًا المسافرين الذين حصلوا على اللقاح الهندي "كوفاكسين" لفيروس"كوفيد ـ 19".

ويرجع عبدالجواد في حديثه لـ"المدار" السبب في ذلك، هو أن اللقاحين الروسي والهندي لم يحصلا على تصديق من إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية، أو من منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى أنه وحتى الآن ترفض منظمة الصحة العالمية التصديق على لقاح سبوتنيك V.
واستغرب الأكاديمي بجامعة جورج بواشنطن الموقف الأمريكي خصوصًا وأنها كانت تسمح من قبل بدخول المسافرين الروس الذين معهم إثبات خلوهم من فيروس كورونا، ولكن مع بدء ظهور المتحور "دلتا"، قررت واشنطن منع دخول الروس والهنود حتى ولو حصلوا على حقنتين كاملتين من اللقاح الروسي أو الهندي، ويسري هذا القرار ابتداء من نوفمبر.

وكشف الأكاديمي عن نقطة أخيرة تدلل على أن القرار ليس سياسيًا، هي أن عدد الزوار الروس للولايات المتحدة الأمريكية بلغ 300 ألف زائر في عام 2019، بما يعني تنشيطًا لقطاع السياحة الأمريكي، فكيف تحجب واشنطن هذا الدخل السياحي عن نفسها؟، كما يجب على موسكو ودلهي الآن العمل على استيفاء الشروط للحصول على تصديق منظمة الصحة العالمية.
وفي الشأن ذاته، يرى الدكتور محمود الأفندي، أستاذ علم الأحياء بالأكاديمية الروسية أنه لحماية أنفسنا في الفترة الحالية من فيروس كورونا ومتحوراته وخصوصًا متحور "دلتا" الذي يشكل حوالي 90 % من الإصابات حول العالم، علينا تلقي 3 جرعات سنويًا من لقاحات كورونا، وهو ما يعني أن أرباح سوق اللقاحات ما بين 115 و125 مليار دولار سنويًا.

وتابع الافندي في حديث خاص لـ"المدار": أمريكا بشكل عام تحاول وحلفائها السيطرة على سوق اللقاحات من خلال منع كل الشركات سواء صينية أو روسية، لذا تقوم بالتعطيل بأي شكل من الأشكال سواء من خلال منظمة الصحة العالمية، أو منظومة الأدوية الأوروبية، والاتحاد الأوروبي، عن طريق الضغط على سبوتنيك بأي شكل من الأشكال، أهمها عدم الاعتراف به للمسافرين.
وأشار إلى أنه عند محاولة البرازيل لشراء لقاح سبوتنيك v، على الفور جرت الاتصال بين بايدن والرئيس البرازيلي حتى يقنعه بعدم الشراء، موضحًا أنها حرب اقتصادية في المقام الأولى، وأيضًا سياسية، لأن أمريكا تنادي بأنها دولة الخير في العالم، وأن روسيا والصين من ينشرا الشر، لافتًا إلى أن الإدارة الأمريكية تنشر استراتيجية أن روسيا والصين هما الممثلان لمحور الشر.

وأكد أستاذ علم الأحياء: بشكل عام لا يوجد أي عائق لتسجيل اللقاح أو التشكيك فيه، خصوصًا ولقاح سبوتنيك أثبت فعاليته في هنجاريا، التي استخدمت 70 % من لقاح سبوتنيك في التطعيم ضد كورونا بعد أن كانت أعلى الدول إصابة بالفيروس، وغيرها الكثير.
ولخص الافندي في حديثه للمدار أسباب رفض أمريكا الاعتراف بلقاح سبوتنيك، قائلًا : سبب اقتصاديًا، من خلال رغبة أمريكا في الحصول على 125 مليار دولار من لقاحاتها سنويًا، وسياسيًا، بأنها قوى الخير، في حين الصين وروسيا قوى الشر، لذا فإن اعترافها باللقاح قد يشكك من وضعها السياسي، وأنه لا صحة لما يقال بإن بوتين يحاول السيطرة على العالم من خلال سبوتنيك