إدانة ثم تراجع.. إسرائيل تلعب بالنار في حرب روسيا وأوكرانيا

إسرائيل وحرب روسيا وأوكرانيا
إسرائيل وحرب روسيا وأوكرانيا



مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية يوم الخميس الماضي، سارع الغرب إلى إعلان إدانة التدخل الروسي في الأراضي  الأوكرانية، والإعلان عن فرض عقوبات وصفوها بـ«الصارمة» على موسكو.

ويوما تلو الآخر، بدأت بعض الدول التي ليست لها صلة مباشرة مع الحرب التي وقعت بين روسيا وأوكرانيا، في اتخاذ مواقف معينة سواءا بتأييد موسكو أو الانضمام للغرب في تأييد كييف وإدانة التدخل الروسي، إلا أن إسرائيل كانت لها مواقف متباينة في الأزمة الأخيرة، حيث «لعبت بالنار» خلال الأربعة أيام الأخيرة «عُمر الحرب حتى الآن».

تل أبيب التي لم تعد بعيدة من حيث «الجغرافيا العسكرية» عن روسيا، بعدما بات الطرفان يلتقيان على الأراضي السورية، حيث يمكن ملاحظة تواجد الشرطة العسكريّة الروسيّة على مقربة من الحدود مع فلسطين المحتلة في الجانب السوريّ، كما أن القوات الروسية متواجدة كذلك في عموم منطقة الجنوب السوري التي ترى فيها تلّ أبيب حزاماً شديد الخطورة على أمنها، تباينت مواقفها بشكل كبير في الحرب الأخيرة.

إدانة وخطاب شديد اللهجة

سارعت إسرائيل مع وقوع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إلى اتخاذ موقف تصعيدي تجاه موسكو، حيث أدانت العملية العسكرية الخاصة التي شنتها روسيا في أراضي أوكرانيا فجر الخميس الماضي، واصفة إياها بأنها «انتهاك صارخ للنظام العالمي».

وصرح وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، خلال إفادة صحفية: «تدين إسرائيل هذا الهجوم، وهي جاهزة ومستعدة لتقديم مساعدات إنسانية إلى سكان أوكرانيا، كانت إسرائيل كدولة قد عاشت حروبا والحرب ليست سبيلا لتسوية النزاعات».

رفض إدانة مجلس الأمن لهجوم روسيا

في اليوم الثاني للحرب، اتخذت تل أبيب موقفا مغايرا وبشدة، بعدما امتنعت عن دعم قرار في مجلس الأمن الدولي يدين الهجوم الروسي على أوكرانيا رغم طلب الإدارة الأمريكية منها تأييده.

وذكر موقع «تايمز أوف إسرائيل» أنه «على الرغم من طلب إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، من إسرائيل، دعم قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدين الغزو الروسي لأوكرانيا، امتنعت إسرائيل عن القيام بذلك».

وتابع الموقع الإسرائيلي نقلا عن دبلوماسي غربي قوله، إن «البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة تواصلت مع بعثات عشرات الدول وطلبت منها دعم القرار، وردت 81 دولة على النداء الأمريكي ووقعت على قائمة رسمية بذلك».

وأضاف: «أحالت البعثة الإسرائيلية في مجلس الأمن، الأمر مرة أخرى إلى إسرائيل لطلب التوجيه، قبل أن يتم التوصل إلى قرار، يفيد بتجنب الانضمام إلى مثل هذه اللفتة القوية ضد روسيا».

 

موضوعات متعلقة

معضلة التوازن

باتت إسرائيل في معضلة كبيرة لخلق نوع من التوازن في الحرب الروسية الأوكرانية، لا سيما في ظل تضارب مواقفها على الرغم من عدم انقضاء سوى أيام قليلة على بداية الحرب.

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أن إسرائيل تواجه معضلة «دبلوماسية - أمنية» لا تواجهها أي دولة أخرى، مضيفة: «الولايات المتحدة حليفنا ولها توقعاتها، من ناحية أخرى فإن الجيش الروسي موجود أيضا في سوريا المجاورة لنا».

وتابعت الصحيفة: «كان على صانعي السياسة أن يقرروا ما هو أرخص سعر يمكن أن ندفعه للغرب، مقارنة بالضرر الكارثي المحتمل الذي سيلحق من قبل الروس في المستقبل، وبشكل عام، يتعامل قادتنا السياسيون والعسكريون مع الأمور بشكل معقول حتى الآن».

وعلى غرار سابقتها، اعتبرت صحيفة «جروزاليم بوست» الإسرائيلية، أن تل أبيب عليها تحقيق نوع من التوازن حيث قالت: «يتعين على إسرائيل أن تلعب ما أسماه العديد من المعلقين بـ عملية التوازن عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا».

واسترسلت في الشرح موضحة، أنه «ينبغي أن تدعم تل أبيب، حق أوكرانيا في الاستقلال وكذلك موقف الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين الذين فرضوا عقوبات على موسكو لكن في الوقت نفسه لا يمكنها عزل روسيا التي تقيم معها علاقات دبلوماسية واقتصادية قوية، ولديها أيضا جالية يهودية كبيرة».







أضف تعليقك