بعد الهجوم الروسي وبيانات الشجب والتنديد.. هل باع الغرب «الغزال» الأوكراني؟

طائرات الجيش الروسي
طائرات الجيش الروسي



منذ أن تصاعد التوتر على الحدود الروسية الأوكرانية، وبات التهديد بإندلاع حرب بين الجانبين أمرا وشيكا، حتى سارع الغرب وحلف شمال الأطلسي «الناتو» إلى إعلان دعم ومساندة كييف، واتخاذ خطوات من شأنها ردع «الدب» الروسي عن الهجوم على أوكرانيا، ورفض مطالب موسكو بضمان عدم انضمام كييف إلى الحلف مستقبلا.

ومع الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تنفيذ «عملية عسكرية» في أوكرانيا، مطلقا شرارة الحرب، في منطقة القرم، في الوقت الذي اكتفى الغرب بإعلان إدانة الهجوم الروسي، مع الامتناع عن إرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا للمساعدة في الحرب التي اندلعت، ليطرحوا تساؤلا هاما بشأن هل ضحى الغرب بأوكرانيا في الأزمة مع موسكو ؟.

بايدن يعلن عدم إرسال قوات لأوكرانيا

أعلن البيت الأبيض اليوم الخميس، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ليس لديه أي نية لإرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا من أجل المشاركة في الحرب، مشيرا إلى أن بلاده ستعمل على فرض عقوبات على روسيا من أجل ردعها عن التصعيد.

إعلان بايدن الأخير يأتي بعد سلسلة من التصريحات «العنترية»، خلال الأسابيع الماضية حول الأزمة، والتي كان آخرها تصريحاته عقب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي لوجانسك ودونيتسك المعلنتين من جانب واحد شرق أوكرانيا، حيث أشار إلى أنه سمح بتحركات إضافية للقوات الأمريكية والمعدات العسكرية في أوروبا من أجل ما وصفه بـ «تقوية حلفاء البلطيق» في إستونيا ولاتفيا وليتوانيا.

بايدن

وقال بايدن إنه يريد أن يكون واضحًا أن هذه «تحركات دفاعية تمامًا من جانبنا»، مضيفا: «نريد أن نرسل رسالة لا لبس فيها: أن الولايات المتحدة مع حلفائنا سوف يدافعون عن كل شبر من أراضي الناتو. والالتزام بالالتزامات التي قطعناها على أنفسنا لحلف شمال الأطلنطي»

وأضاف الرئيس الأمريكي: «سأبدأ في فرض عقوبات ردًا على ذلك، بما يتجاوز بكثير الخطوات التي نفذناها نحن وحلفاؤنا وشركاؤنا في عام 2014. وإذا مضت روسيا إلى أبعد من ذلك في هذا الغزو، فنحن على استعداد للذهاب إلى أبعد من ذلك مع العقوبات».

 

ماكرون يتضامن مع أوكرانيا

في أول تصريح من الجانب الفرنسي  على الحرب  التي اندلعت في الساعات الأخيرة، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، عن تضامن بلاده مع أوكرانيا، وذلك على خلفية إعلان الرئيس الروسي الحرب على كييف.

ماكرون

وقال ماكرون، إن فرنسا تعبر عن تضامنها مع أوكرانيا، منددا بالهجوم الروسي على أوكرانيا، مطالبا روسيا بوقف أعمالها العسكرية في أوكرانيا بشكل فوري.

تصريحات الرئيس الفرنسي الذي حاول أن يلعب دور الوساطة في الأزمة خلال الأسابيع الماضية، من خلال إجراء اتصالات وزيارات مكثفة مع أطراف الأزمة، جاءت مخيبة لآمال الكثيرين، لاسيما بعد تصريحاته المتكررة في وقت سابق، وتأكيده على امتلاك الإمكانية لمنع الرئيس بوتين عن المضي قدما نحو مهاجمة أوكرانيا، وشدد على أن الغرب يقف إلى جوار كييف في أزمتها مع موسكو.

موضوعات متعلقة

جونسون يغيب عن المشهد

رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، كان أحد أبرز القادة الحاضرين بقوة في مشهد الأزمة الروسية الأوكرانية خلال الأيام الماضية، من خلال تصريحات قوية وتعكس وقوف ومساندة كبيرة لأوكرانيا، والتي كان آخرها أمس الأربعاء، حينما أعلن عن أن بلاده ستقدم حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا على خلفية التصرفات المهددة من قبل روسيا، لم يحضر حتى الآن في مشهد الحرب التي اندلعت منذ قرابة الثمان ساعات.

الجيش الروسي

وقال جونسون، في كلمة ألقاها أمس، أمام مجلس العموم البريطاني: «في ظل التصرفات الروسية التي تمثل تهديدا متزايدا، وبالتوافق مع دعمنا السابق، ستقدم بريطانيا في الوقت القريب حزمة إضافية من المساعدات العسكرية لأوكرانيا»، مشيرا إلى أن هذه المساعدات العسكرية ستشمل كلا من الأسلحة الدفاعية الفتاكة وغير الفتاكة.

وشدد جونسون في أكثر من مناسبة على ضرورة ردع روسيا، حيث قال الجمعة الماضية: «يتعين على الحلفاء التحدث بصوت واحد للتأكيد للرئيس فلاديمير بوتين على الثمن الباهظ الذي سيتوجب عليه دفعه. لا يزال ممكنا أن تسود الدبلوماسية».

تصريحات جونسون جاءت عقب وقت قصير من إعلان بلاده تخصيص حزمة جديدة من المساعدات الاقتصادية لأوكرانيا، بما يشمل منحها قرضا بقدر 500 مليون دولار، لتخفيف تداعيات العدوان الروسي، كما فرضت المملكة المتحدة الثلاثاء حزمة عقوبات على روسيا.

 

موضوعات متعلقة

الناتو يكتفي بالتنديد

على الرغم من أن جوهر الأزمة بين موسكو وكييف، والتي أسفرت عن اندلاع حرب اليوم، تعود إلى رغبة الأخيرة في الانضمام لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، والذي يعتبر أكبر خصم لروسيا، ووجوده في دولة مجاورة تمتلك حدود مشتركة أمرا خطيرا على أمنها وفقا لتصريحات سابقة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقد اكتفى الحلف بالتنديد بالقصف الذي شنته القوات الروسية في الساعات الأخيرة.

وندد أمين عام حلف الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرج، اليوم الخميس، بقوة بالهجوم الروسي الطائش على أوكرانيا الذي يعرض عددا لا حصر له من الأرواح للخطر، مضيفا أن أعضاء الحلف سيلتقون لبحث العدوان الروسي المتجدد.

الحرب على أوكرانيا

وشدد ستولتنتبرغ أمس الأول الثلاثاء، على تمسك الحلف، بتقديم دعم سياسي ومالي وعسكري لأوكرانيا، في ظل الأزمة الحالية مع روسيا قائلا: «ملتزمون بالدفاع عن حلفائنا»، واعدا بتقديم المساعدة إلى كييف، في الدفاع ضد الهجمات الإلكترونية، مضيفا: «سنوفر معدات اتصالات آمنة للقيادة العسكرية»، ليبقى السؤال منتظرا الإجابة مع توالي ساعات الحرب التي لا يعلم أحد مصيرها.







أضف تعليقك