بايدن وأفغانستان.. هل فشلت أمريكا في تسويق طالبان دولياً مع نهاية 2021؟
إجماع دولي من الدوائر السياسية حول العالم على أن الأفغان يواجهون كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل فشل غير معلن من الإدارة الأمريكية في الحصول على تأييد دولي لحركة طالبان كحركة سياسية، وليس كتنظيم إرهابي، لتقود المشهد السياسي في أفغانستان خلال السنوات المقبلة.
خرجت القوات الأمريكية من أفغانستان، بشكل آمن، بكلمة هزيلة من جون بايدن، الذي حاول أن يوهم العالم بأن أمريكا حال انسحابها فهي بذلك تمنح الشعب الأفغاني حق تقرير مصيره، وهذا غير صحيح، لأن الأمريكيين الجدد يرفضون تحميل الأجيال المقبلة أعباء وتكاليف بالمليارات للقوات الأمريكية، التي تشارك في حروب ليس لأمريكا بها دوراً.
يذكر أن تكلفة الفاتورة العسكرية للقوات الأمريكية في أفغانستان وصلت خلال العشرين عاماً، حسب تقرير صادر عن الخزانة الأمريكية إلى 822 مليار دولار، من 2001 وحتى 2019، إلى جانب مقتل 5000 جندي أمريكي، وهناك بعد حدودي آخر وهو أن أمريكا تركت ترسانة من الأسلحة هائلة حصلت عليها طالبان في مقابل تعاون استخباراتي عسكري رفيع المستوى بهدف توجيه ضربات عسكرية للثنائي الحدودي مع أفغانستان وهما إيران والصين.
ووقعت أمريكا عقوبات متتالية على إيران استناداً إلى الملف النووي الذي فشل إلى التوصل لاتفاق بشأنه حتى الآن، وبالنسبة إلى الصين، تدور بينها وبين أمريكا حرب تجارية شرسة، أما البعد الثالث، وهو أن بايدن يريد أن يقضي فترة حكمه بدون الدخول في نزاعات وحروب مسلحة، حسب ما أكدت المصادر الخارجية.
أمريكا تركت طالبان في مهب الريح بعدما فشلت في إقناع أقرب حلفائها: فرنسا وألمانيا وبريطانيا، لقبول طالبان كحركة سياسية تخلت عن الفكر المتطرف، وهذا ما أكده الرئيس الفرنسي ماكرون، عندما صرح بأن فرنسا تحتاج لمزيد من الوقت ولا يجب التسرع في الحكم على طالبان، وهو ما أصاب إدارة بايدن بخيبة أمل ودفعه إلى عقاب الدولة الأوروبية بدرس قاس عندما أقنع أستراليا أن تصرف النظر عن صفقة السفن الحربية الفرنسية، وكانت صفعة مؤلمة لباريس.
وتقدم الأمن القومي الأمريكي بتقرير بأن روسيا تدعم تسليحياً تنظيم داعش خراسان أفغانستان، عندما مكنت مجموعة خطاب الشيشاني من دخول أفغانستان لدعم داعش خراسان ودعمه بكافة أنواع الدعم بهدف إحداث توازن تنظيمي بين طالبان وداعش خراسان، وإفشال المشروع الأمريكي الذي يتمثل في طالبان كمشروع سياسي، وخاصة أن روسيا والصين لديهم معلومات بأن كبري الشركات الأمريكية الخاصة بالتعدين قد أجرت دراسات للحصول على الثروات المعدنية في حيال قندهار من خلال شراكة مستقبلية مع حركة طالبان، ولكن بات الصراع المسلح بين طالبان وداعش خراسان يمثل عقبة أمام الطموحات الأمريكية في جبال قندهار.
أمام كل هذه الإشكاليات، يعيش الشعب الأفغاني في ظروف قاسية وصعبة تتحملها إدارة بايدن بالكامل، والتي ما زالت تتحفظ على أموال الشعب الأفغاني في البنوك الأمريكية والتي تبلغ 9.5 مليار دولار، مما جعل الشعب الأفغاني يعاود في زراعة وتجارة وتهريب الأفيون دولياً حتي يحصل علي عوائد محرمة لكي يوفر قوت يومه، في ظل صمت تام من الإدارة الأمريكية أمام صراع عسكري مسلح بين طالبان وداعش خراسان المدعوم من روسيا، وحركة ما زالت في نظر المجتمع الدولي تنظيم إرهابي.