7.8 مليون امرأة تتعرض للعنف سنويًا..

ضرب الزوجات عرض مستمر.. ماذا تخبرنا الأرقام في مصر؟

العنف ضد المرأة
العنف ضد المرأة



لم يمر عدة أيام على خبر وفاة طبيبة المنوفية في ظروف غامضة، والتي يُرجح تعرضها للعنف في منزل الزوجية، حتى ظهر عروس الإسماعيلية التي تعرضت للسحل والضرب بفستان الفرح على يد زوجها في ليلة الزفاف، من حين لآخر نشاهد ونسمع عبر مواقع التواصل الإجتماعي عن حادث عنف تتعرض له بعض السيدات فماذا تقول الأرقام والاحصائيات عن العنف المنزلي في مصر.

وفقا للأمم المتحدة للمرأة، الإساءة الأسرية التي تُسمى «العنف الأسري» أو «العنف المنزلي»، نمط سلوك في علاقة ما يُمارَس لإحراز السلطة والسيطرة على شريك حميم أو لمواصلة إخضاعه له، والإساءة هي مجموعة أفعال جسدية أو جنسية أو عاطفية أو اقتصادية أو نفسية تؤثر في شخص آخر، أو هي التهديد بارتكاب هذه الأفعال.

تستخدم مُنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومقرها فرنسا ثلاثة مؤشرات لقياس العنف ضد المرأة في جميع الدول، أول مؤشر هو الاتجاة أو الموقف تجاه العنف، ويقيس المؤشر نسبة النساء اللائي يوافقن على أن الزوج له مبررات لضرب زوجته في ظروف معينة، ووصلت هذه النسبة في أحدث إحصائية متوفرة في مصر  إلى 35.7% في 2019.

 

 

تأتي مصر في المرتبة السابعة في مؤشر اتجاهات العنف ضمن الدول العربية وفقاً للبيانات المتاحة 15 دولة، وتأتي الصومال في المرتبة الأولى.

 

 

بينما يمثل المؤشر الثاني هو القوانين المتعلقة بالعنف الأسري؛ ويعني ما إذا كان الإطار القانوني يوفر حماية قانونية للمرأة من العنف الأسري.

تقدم القوانين المتعلقة بالعنف المنزلي على أنها قيم تتراوح من 0 إلى 1، حيث يعني الرقم صفر أن القوانين أو الممارسات لا تميز ضد حقوق المرأة ويعني الرقم 1 أن القوانين أو الممارسات تميز بشكل كامل ضد حقوق المرأة، وحصلت مصر على 0.75، ولاحظنا من خلال البيانات أن أغلب الدول العربية حصلت على نفس الرقم، أما المؤشر الثالث لم تكن هناك بيانات متوفرة عن مصر.

لا يفرق القانون المصري بين العنف ضد المرأة سواء هو عنف منزلي أي حدث من أحد أقارب المرأة أو عنف عام، يجرم العنف بغض النظر عن هوية مرتكبها أو مكانها. بهذه الطريقة المحلية، ويخضع العنف للأحكام العامة المنصوص عليها في قانون العقوبات الذي ينص على عقوبة تدريجية لمجموعة واسعة من الانتهاكات، اعتمادًا على مدى خطورة الجريمة، وأن في الكثير من الأحيان تفشل محاولات فرض عقوبات على العنف الذي يحدث داخل المنزل وذلك وفقا لتقرير صدر عن المجلس القومي للمرأة في عام 2012.

الضرب مقابل الحفاظ على الأسرة

أوضحت نتائج الدراسة الاستقصائية الدولية بشأن الرجال والمساواة بين الجنسين لعام 2017، للأمم المتحدة للمرأة بالتعاون مع مجلس حقوق المرأة، اتجاهات قوية تجاة العنف المنزلي تجاه المرأة حيث قال أكثر من نصف الرجال المشاركين في الدراسة أن النساء تستحق الضرب في بعض الأحيان، وأن 90% منهم أكد على أنه ينبغي على المرأة أن تتقبل هذه المعاملة للحفاظ على الأسرة، بينما أختلفت الكثير من النساء في استحقاق الضرب ولكن في الوقت نفسه أبلغت 33% أنهم أكثر استعدادا لتحمل العنف للحفاظ على الأسرة.

بينما أبلغ 8 من كل 10 رجال بانفعالهم ضد زوجاتهم خلال ال12 شهر الماضية في وقت الدراسة، بينما أقر نصف المشاركين بارتكابهم أعمال عنف ضد زوجاتهم مثل الصفع على الوجه، أو دفعهن بالقوة أو لكمهن أو الإعتداء عليهن.

بينما أقر خمس الرجال بارتكابهم عنف اقصادي ضد زوجاتهم وأفاد أكثر من نصف الرجال والنساء أن هذه الأعمال ارتكبت ضد أطفالهم.

أشار ثلث النساء وخمس الرجال المشاركين في الدراسة بأنهم شاهدوا أمهاتهم وهن يتعرضن للضرب من أبائهم في مرحلة الطفولة، وأكدوا على شعورهم بالغضب والإحباط نتيجة لعدم قدرهم حينها لمساعدة أمهاتهم.

تشير الدراسة إلى أن الرجال الذين تعرضوا للعنف في مرحلة الطفولة هم الأكثر ميلا لارتكاب العنف النفسي والبدني والمالي ضد زوجاتهم في الكبر.

أما بالنسبة لجرائم الشرف فتؤيد 3 أخماس الرجال جرائم القتل في ظروف معينة حفاظا على شرف الأسرة، وأن النساء يقعن ضحايا لمثل هذه الجرائم التي يستحق الرجال العقوبة عليها.

على صعيد آخر رأى بعض الرجال خلال المقابلات التي أجرتها الدراسة  أن العنف ضد المرأة أصبح شيئا من الماضي وأنه غير مقبول، وتصرف غير عقلاني، مشريين إلى أن تعزيز وضع المرأة جعل هذا الشكل من اشكال العنف أقل شيوعا وقبولا.

الثلاثينية هي الأكثر عرضة للعنف

في مسح أجرته الأمم المتحدة للسكان والمجلس القومي للمرأة عن تكلفة العنف ضد المرأة عام 2015، يؤكد أن حوالي مليون امرأة تترك منزلها سنوياً جراء العنف من الشريك/الزوج، وأن 585 مليون جنيه سوياً هي تكلفة توفير سكن أو مأوى للسيدات المعنفات، وإن حوالي 7.8 مليون امرأة يعانين من جميع أشكال العنف سنويًا، سواء ارتكبها الزوج/ الخطيب أو أفراد في دوائرها المقربة أو من الغرباء في الأماكن العامة، وأن حوالي 300 ألف طفل يتعرض للخوف والكوابيس نتيجة للعنف الذي شاهده بين أبويه.

 

 

أما بالنسبة إلى نوعية جرائم العنف المرتكبة ضد المرأة، وما يتسببه من جروح نفسية وجسدية فقد تنوعت حيث أن 2 مليون سيدة عانين من المشكلات النفسية، وربع النساء المشاركات بالدراسة تعرضن للخدوش والكدمات.

أوضحت الدراسة رقم تقديري للنساء اللاتي تعرضن لبعض الإصابات جراء العنف المنزلي.

 

 

 

 

 







أضف تعليقك