سالي والرئيس| للشباب أب اسمه «السيسي»

سالي والرئيس السيسي
سالي والرئيس السيسي



كان صوتها مرتعشًا، وجملُها مرتبكةً، وهي تُعرب عن خوفها أمام رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، لكن يبدو أن الفتاة سالي، إحدى الفتيات المشاركات بمُنتدى شباب العالم، كانت سببًا لبثّ الطمأنينة ليس لها فقط، وإنما لشعب مصر بأكمله.

سالي، وقفت خلال جلسة الرئيس السيسي مع الصحفيين الأجانب، وطلبت منه النصيحة في التعامل مع الخوف الذي تشعر به، قائلة «سيادة الريس، أنا نفسي أحقق حاجات كتير في حياتي، بس جوايا خوف وقلق، وأنا طالبة من حضرتك بخبرتك، نصيحة أبوية؛ إزاي أتخلص من الخوف؟».

إذن استنجدت فاتنة المنتدى، والمشاركة بالفيلم التسجيلي «ألوان حقيقية»، بالرئيس لا بوصفه مسؤولًا، إنما تلخصت عبارتها بـ«نصيحة أبوية»، فوقفت شابة أمام والدها، واللافت أن الرئيس تعامل معها كابنته، بل شدد على أنها في عمر أصغر بناته ومثلها.

ومن جهته، طمأنها الرئيس السيسي قائلًا: «خايفة من إيه.. أنتِ شابة صغيرة، والدنيا كلها قدامك»، متابعًا: «يؤلمني أن تكوني قلقانة وخايفة، جوا مصر متخافيش، البلد دي بفضل الله ربنا حافظها، وإلا كانت راحت زي ما غيرها راح».

دعونا نقف أمام إجابة الرئيس، التي بدأت بالطمأنينة، أولًا وقبل كل شيء، كإشارة على إدراك مسؤوليته تجاه شعبه، وفي موقف مع فتاة في عمر أصغر بناته، «خايفة من إيه.. أنتِ شابة صغيرة، والدنيا كلها قدامك»، لتربتْ يدُّ الرئيس على روح الفتاة الخائفة، القلقة على مستقبل مصر، وتعرف أولًا أن لها وللبلاد «ظهر» تستند عليه.

لكنّ الأب المطمئن، لم يقدر أن يخفي شعور الألم سواء باللغة أو في تعبيرات الوجه التي وصلت حد حبس الدموع، فقال لها «يؤلمني أن تكوني قلقانة وخايفة»، وحال التوقف أمام العبارة نجد أن الرئيس استخدم مفردة «يؤلمني»، لا يحزنني أو يغضبني، فطالما سيؤدي السيسي دور الأب، فإن خوف الابنة لا يسبب الغضب بقدر ما يسبب الألم.

واستطرد الرئيس في الطمأنة، وقال «أنت صغيرة ولسه العمر كله أمامك، ومثل ابنتي الصغيرة، لا تخافي أبدًا، سواء على مصر أو غير مصر، جوه مصر لا تخافي، فمصر حافظها الله، ولولا ذلك كانت ذهبت مثل غيرها، والأمور من أحسن للأحسن، وهنبني ونعمر حتى نحقق حلمنا كلنا».

الصوت المرتعش والملامح الخائفة لفاتنة منتدى الشباب «سالي»، بدأت تهدأ مع كل جملة من كلام الرئيس، وكأن حديثه البلسم الذي يربت على روحها، ويفتح أمامها الآفاق «الدنيا قدامك»، وطالما أنها في وطنها فلا مجال للخوف «في مصر ما تخافيش»، فالله عزّ وجل في كتابه قال «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»، فكيف نخاف؟

الرسالة ليست لسالي وحدها، إنما لشعب مصر الذي خاف على بلاده في العام 2013، وأصبح أكثر قلقًا على مصيرها، فتدخلت عناية الله أولًا، واتحدت مع إرادة الشعب ووطنية قواته المسلحة، في ثورة الثلاثين من يونيو، الخطوة الفعلية التي أزاحت الخطر عن المحروسة.

ورغم ما لعبه الرئيس السيسي من دور وطني خلال ثورة يونيو، بوقوفه في صف المطالب الشعبية، فإنه لم يمن على المواطنين، بل استمر في تواضع الأب الذي ينكر ذاته وجهده أمام أبنائه، لينسب كل لشيء لإرادة الله، وقال «بفضل الله، مصر حفظها الله وإلا كانت راحت، مش إحنا اللي حفظنا عليها، وأنا بقولك كان أي حد في مكاني كان يقعد يقول عملت، لا والله، اللي حافظ على مصر ربنا وله الحمد والشكر والثناء».

«ربنا يحفظك ويأمنك من القلق والخوف»، آخر كلمات الرئيس لسالي، كأنها دعوة للشباب المصري جميعه، أن يطمأن أنه في وطنه، وأن يأمن من أيّ خوف.







أضف تعليقك