البرلمان ينتصر لـ«لغة الضاد».. قانون جديد لحماية اللغة العربية من الاندثار
«لغة الضاد».. أهم ما تتميز به اللغة العربية، التي يصل عدد الناطقين بها إلى 420 مليونًا، إلى جانب كونها من اللغات الصعبة عالمياً، خصوصاً لمن يتحدث اللغة الإنجليزية، أنها تحتوي على حروف وأصوات لا وجود لها في اللغة الإنجليزية أو أي لغات أخرى.
ويجدد اليوم السنوي للاحتفال باللغة العربية في 18 من ديسمبر، أحزان الغيورين من عشاق اللغة العربية، مما آل إليه وضع اللغة، على يد الأجيال الجديدة من العرب.
وتراجعت اللغة العربية بشكل ملحوظ، خلال الفترة الأخيرة، فالأجيال الجديدة تقع في أخطاء نحوية وإملائية وأسلوبية بشكل متكرر، ولم يعد معظم خريجي الجامعات قادرين على الحديث باللغة العربية، ولا على الكتابة بلغة عربية سليمة.
وتقترب مصر من إصدار قانون جديد، هو الـ11، يهدف لحماية اللغة العربية، بعدما تراجع استخدامها بشدة بين أوساط تفضل إرسال أبناءهم إلى مدارس أجنبية، وتعيش نمط حياة أقرب إلى الثقافة الغربية.
وناقشت لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، مشروعي قانون حماية اللغة العربية، مقدمين من النائبة سولاف درويش، والنائبة منى عمر.
وخلال الجلسة، أكدت الدكتورة درية شرف الدين، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، أنه خلال تاريخ مصر الحديث جرى إعداد 10 مشروعات قوانين منذ 1908، في عهود علي مبارك والملكية، وعباس حلمي، حتى عامي 1969 و1976.
وأضافت أن المشروعين المقدمين من النائبتين منى عمر، وسولاف درويش، الهدف منهما الارتقاء باللغة العربية، كرمز للهوية المصرية، إذ ينص مشروع القانون المقدم من النائبة سولاف درويش على عقوبة غرامة تصل إلى 10 آلاف جنيه على المخالفين.

«المدار» تواصل مع النائبة سولاف درويش، وكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، والتي قالت إن أهم ما يميز الدولة المصرية، هو لغتها العربية، لذلك يجب أن تكون أسماء المطاعم، والتعامل في المصالح الحكومية، بلغتنا الأم.
وأضافت درويش في تصريحاتها لـ«المدار» أنه يجب وضع عقوبات، ضمانًا لتنفيذ وتطبيق القانون، موضحة أن الهدف من القانون هو حماية اللغة العربية من الاندثار، حتى لا تتعرض للتشويه والتلاشي نتيجة التأثير السلبي من العولمة والغزو الثقافي الموجه.
ولفتت النائبة إلى أن اللغة هي الرابط الفكري لأبناء الأمة العربية، وهذه الميزة التفاعلية للغة العربية أهلها لتكن على رأس أولويات أعداء الأمة، لمواجهتها وخلق فجوة ثقافية بينها وبين أهلها، حتى إذا انسلخ الإنسان عما يميزه ويمنحه هويته وتفرده، كان من السهل الإطاحة به ودثر الحضارة.
وأكدت وكيل لجنة القوى العاملة بالبرلمان، أنه يجب أن تكون لغتنا العربية هي الأساس، في كل الدولة وبجوارها ترجمات أخرى، فهذه هي أعراف العالم أجمع.
وأشارت إلى أن الثقافة البصرية مهمة للغاية، فرؤية لغة غير لغتنا الأم، يورث حالة من عدم الانتماء، متابعة أنها تقدمت بهذا المشروع بسبب انتشار «الفرانكو أربيك»، وإدخال كلمات إنجليزية خلال الحديث العادي.
وعن انتشار المدارس «الإنترناشونال»، قالت إن هذا ليس السبب الرئيسي في اندثار العربية، لكن عدم استخدامها كلغة أولى، هو ما يسبب حالة من عدم الفهم لدى الأطفال فـ«التعليم في الصغر كالنقش على الحجر» فضلا عن أن إتقان العربية يسهم في إتقان اللغات الأخرى.
وأكدت درويش أنه تمت الموافقة المبدئية على مشروع القانون من حيث المبدأ.