جيهان السادات.. سيدة استحقت "الكمال"

جيهان السادات
جيهان السادات



رحلت عن عالمنا، اليوم، أول سيدة في تاريخ الجمهورية المصرية تخرج إلى دائرة العمل العام،  مُحاضِرة جامعية سابقة، وأستاذة زائرة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومحاضرة في جامعة ولاية كارولينا الجنوبية. السيدة جيهان السادات.

توفيت السادات عن عمر  يناهز 89 عامًا، بعد معاناة مع المرض، امتدت لعام ونصف العام، تلقت خلالها العلاج خارج مصر، وعادت مؤخرًا بعد تحسن في حالتها الصحية، لم يلبث طويلا قبل أن  يرتد متدهورًا حتى وافتها المنية.

جيهان السادات



أبرز المحطات في حياة الراحلة:

جيهان صفوت رؤوف

ولدت الطفلة جيهان صفوت رؤوف، الثالثة بين أربعة أطفال، في 29 أغسطس 1933، في حي الروضة بمدينة القاهرة، لأب مصري يعمل موظفًا بوزارة الصحة، وأم بريطانية مسيحية " هي السيدة جلاديس تشارلز كوتريل".

تلقت جيهان تعليمها الأول في مدرسة الإرسالية المسيحية، ثم انتقلت لمدرسة الجيزة الثانوية في سن 11. وفي سن 41 التحقت بجامعة القاهرة، لتحصل على ليسانس الأدب العربي عام 1973، ثم درجة الماجستير في الأدب المقارن من الجامعة نفسها عام 1980.

 

 

زواجها من السادات

التقت جيهان مع الراحل محمد أنور السادات للمرة الأولى في السويس لدى قريب لها صيف عام 1948 وكانت في الخامسة عشرة من عمرها، ووقعت جيهان في غرام السادات وقررت الزواج منه رغم أنه كان متزوجاً ولديه ثلاثة بنات، وبالفعل تزوجا 29 مايو 1949،  وأنجبت له ثلاث بنات، هن "لبنى ونهى وجيهان"، وولد واحد وهو "جمال".

جيهان السادات



وشاركت جيهان السادات زوجها الرئيس الراحل معظم الأيام والأحداث الهامة التي شهدتها مصر، بدءاً بليلة الثالث والعشرين من يوليو عام 1952م حينما اندلعت الثورة، مروراً بالصراعات التي قامت داخل مجلس قيادة الثورة والمناصب المختلفة التي تولاها السادات أثناء رئاسة عبد الناصر لمصر، رافقت السادات في زيارته المثيرة للجدل التي قام بها إلى الولايات المتحدة الأمريكية حينما كان رئيساً لمجلس الشعب المصري عام 1966م.


أهم أعمال جيهان

شاركت جيهان زوجها الرئيس أنور السادات الأحداث المهمة التي شهدتها مصر، بدءًا من ثورة 23 يوليو وحتى اغتياله عام 1981، غير أنها أول سيدة في تاريخ جمهورية مصر العربية تخرج إلى دائرة العمل العام لتباشر العمل بنفسها بين صفوف الشعب، وكان لها أدوار مهمة في مصر ومشروعات لم تقام إلا على يدها،  رأسها مشروع تنظيم الأسرة ودعم الدور السياسي للمرأة، كما عملت على تعديل بعض القوانين، وعلى رأسها قانون الأحوال الشخصية الذي لا يزال يعرف في مصر حتى الآن بقانون جيهان، وأسست جمعية الوفاء والأمل وكانت من مشجعات تعليم المرأة وحصولها على حقوقها في المجتمع المصري في الفترة ما بين 1970 إلى 1981.

جيهان السادات


بدأ اهتمامها بالمرأة الريفية من خلال مشروع جمعية تلا التعاونية لتعليم القرويات الحياكة والتريكو، فكانت بداية لسيدات الأعمال الريفيات، مع إقامة معارض لتسويق الإنتاج ثم انغمست بعد حرب أكتوبر في مجال الخدمات الاجتماعية.

المرأة الريفية



حب الرئيس السادات للأضواء وتأثره بالحياة الغربية، جعله عاشقا للتصوير، ووجوده هو وأفراد عائلته فى دائرة الضوء دائما، ليكونوا دوما حديث الصحف والمجلات.وهو الأمر الذى فرض على جيهان طبيعة حياة خاصة، فلم يعد يليق بها الظل الذى عاشت فيه زوجات الرؤساء السابقين، لذلك حرصت أن يكون لها دورا اجتماعيا ملموسا للجميع، فتبنت العديد من المشروعات.

جيهان



رأست جيهان السادات خلال فترة حكم زوجها 30 منظمة وجمعية خيرية ( الهلال الأحمر، جمعية بنك الدم، رئيس شرف لتنظيم الأسرة، الجمعية المصرية لمرضي السرطان، جمعية الخدمات الجامعية)، أنشأت مركزا للعناية بالمعوقين 1972، ومركز تدريب لتأهيل المحاربين القدماء أطلقت عليه اسم " مدينة الوفاء والأمل"، ولرعاية مرضي السرطان، وتم افتتاح أول قرية أطفال SOS لتسع 300 طفل في القاهرة وأخري بالإسكندرية وثالثة بطنطا، ومشروع لكفالة الطفل اليتيم.


جيهان



رشحت جيهان السادات نفسها "مستقلة" عام 1974 للحصول علي مقعد في المجلس الشعبي في المنوفية الذي يضم ممثلي 300 قرية وذلك بهدف إظهار دور المرأة السياسي وإفساح الفرصة للنساء الريفيات للمساهمة في السياسة، وأعيد انتخابها عام 1978 وخدمت 3 سنوات كأول سيدة رئيس لمجلس شعبي في مصر.


جيهان



باغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1981، تبدلت حياة جيهان السادات، لكنها لم تتنازل أبدا عن صورتها كسيدة أولى، فبرغم البعد عن المعترك السياسى، لم تفكر فى الزواج مرة أخرى، واكتفت برعاية عائلتها واستكمال دراستها فحصلت على الدكتوراه وعملت بالتدريس فى العديد من الجامعات العالمية.

 

جيهان




مؤلفاتها

أصدرت جيهان عدة كتب ألفتها نذكر منها، كتاب "سيدة من مصر" عرضت فيه مذكراتها وقصص تجاربها من خلال العمل السياسي كقرينة للرئيس السادات، وكتاب "أملي في السلام" ونشر في عام 2009، ويمثل تحليل ورؤى سياسية لما تشهده منطقة الشرق الأوسط وطرق التوصل إلى سلام منشود وحقيقي.

جيهان السادات



الجوائز التي حصدتها

حصلت الراحلة جيهان السادات، على العديد من الجوائز الوطنية والدولية للخدمة العامة والجهود الإنسانية للنساء والأطفال، وتلقت أكثر من 20 درجة دكتوراه فخرية من جامعات وطنية ودولية والجامعات في مختلف أنحاء العالم، وفي عام 1993 تلقت جائزة جماعة المسيح الدولية للسلام، وفي عام 2001 كانت هي الفائز بجائزة Pearl S. Buck.

جيهان تتحدث عن زوجها محمد أنور السادات.

 



وتوفت، اليوم الجمعة، السيدة جيهان السادات، قرينة الرئيس المصري الراحل أنور السادات.

ونعت رئاسة الجمهورية، ببالغ الحزن والأسى، قرينة الرئيس الراحل بطل الحرب والسلام، والتي قدمت نموذجاً للمرأة المصرية في مساندة زوجها في ظل أصعب الظروف وأدقها، حتى قاد البلاد لتحقيق النصر التاريخي في حرب أكتوبر المجيدة الذي مثل علامةً فارقةً في تاريخ مصر الحديث، وأعاد لها العزة والكرامة.

وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، قراراً بمنح السيدة جيهان السادات "وسام الكمال"، مع إطلاق اسمها على محور الفردوس.

 







أضف تعليقك