في ذكراه الـ 21.. محمد الدرة أيقونة فلسطينية منحوتة في ضمير العالم
4 طلقات نفذت إلى قلب الطفل صاحب الـ 12 ربيعًا، لم يعوقها صرخات والده لجنود الاحتلال، "لا.. لاتطلقوا النار"، مثلت دماء الدرة وارتعاد يديه وراء ظهر أبيه الأعزل من السلاح وثيقة تاريخية شكلت وعي جيل من العرب، فخرجوا من مدارسهم منددين بجرائم قوات الاحتلال.
والتقطت عدسة المصور الفرنسي شارل إندرلان، مشهد احتماء جمال الدرة وولده محمد البالغ من العمر اثني عشر عامًا، خلف برميل إسمنتي، بعد وقوعهما وسط محاولات تبادل إطلاق النار بين جنود الاحتلال الإسرائيلي، وقوات الأمن الفلسطينية.
وعرضت اللقطة مشهد احتماء الأب وابنه ببعضهما البعض، ونحيب الصبي، وإشارة الأب لمطلقي النيران بالتوقف، وسط إطلاق وابل من النار والغبار، وبعد ذلك ركود الصبي على ساقي أبيه مستشهدًا.
بعد 59 ثانية من البث المبدئي للمشهد في فرنسا، بتعليق صوتي من رئيس مكتب فرنسا 2 بإسرائيل، شارل إندرلان، الذي لم يشاهد الحادث بنفسه، ولكنه اطلع على كافة المعلومات المتعلقة به، من المصور عبر الهاتف، أخبر إندرلان المشاهدين أن محمد الدرة ووالده كانا "هدف القوات الإسرائيلية من إطلاق النيران"، وأن الطفل قد استشهد.
وبعد مرور 21 سنة على استشهاد الدرة الابن برصاص الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى، لا يزال مقطع الحادثة يثير العالم ويستهجنه، خصوصًا بعد تعمد قوات الاحتلال الإسرائيلي قتل الطفل في حضن والده.
وفي هذا السياق، أكد جمال الدرة، والد الشهيد محمد الدرة، "محمد تحول إلى رمز انتفاضة الأقصى، فهو أول طفل قتله الاحتلال في انتفاضة الأقصى، وكان التصوير مباشرًا، وتم قتله بهمجية ووحشية واستمر إطلاق الرصاص 45 دقيقة متواصلة"، مؤكدًا "الأمة العربية تتذكر حتى يومنا هذا مشهد استشهاد محمد ولم تنساه".
أضاف والد الشهيد، "طلبت من الله عز وجل بأن يرزقني بطفل، وأن يكون نفس الشخصية ورزقني الله بمحمد، وهو نفس محمد في كل شيء وسميته بمحمد تيمننا بنجلي الشهيد والحمد لله هو له نفس طباع الشهيد في كل شيء، وهذه دلائل للمحتل الإسرائيلي بأنه لو مات محمد فسوف يُخلق بنا 1000 محمد".







