والد أيهم الكممجي في حوار لـ"المدار": "ابني كان على مسافة صغيرة مني.. ومقدرتش أحضنه"

أيهم الكممجي
أيهم الكممجي



أسدل الستار على قضية "الهروب الكبير"، عاد 6 من الأبطال الفلسطينيين، الذين تمكنوا من كسر حواجز  الاحتلال، وخرجوا لينعموا بالحرية ولو لأيام قليلة إلى زنزانتهم، أمس لحق أيهم الكممجي ومناضل نفيعات برفاقهم الأربعة الذين تم القبض عليهم قبل أيام قليلة.

روايات عدة خرجت على لسان الاحتلال في عملية القبض على أسرى نفق الحرية لكن عادة ما تكون تلك الروايات مزيفة لمصالح الكيان الصهيوني، حاولنا معرفة الفصل الآخير من الرواية حكاية "أيهم ومناضل" وكيف سقطوا في أيدي جنود الاحتلال مرة ثانية، لذا تواصل المدار، مع والد أيهم الكممجي، سرد لنا ماحدث مع نجله، وتفاصيل المكالمة الآخيرة التي تلقاها منه قبل القبض عليه بدقائق.

أيهم ومناضل

 عملية استشهادية

عام 2003 كان أيهم، في الصف الثاني الثانوي، حينما قرر الخروج لتنفيذ عملية استشهادية، لم يفكر الفتى في حياته لكنّه سار على درب رفاقه نحو تحرير وطنه من المحتل، لكن القدر لم يمنح الفرصة لـ"أيهم" فتعطلت السيارة التي كان يقودها وفشلت العملية، لتبدأ رحلة المطاردة بينه وبين الاحتلال.

أصاب الخوف قلوب أسرة أيهم، فكروا في حمايته بعدة طرق، لم يجدوا أمامهم طريقًا سوى تسليمه إلى السلطة الفلسطينية، وبالفعل مكث أيهم لدي السلطة ما يقرب من 3 أعوام لكن في عام 2006 سقط في يد جنود الاحتلال، وبعد سنتين من السجن حكم عليه بالمؤبد لمرتين، لكن لم تنته رحلة أيهم هنا، بل كانت تنتظره بطولة أخرى كانت بمثابة طعنة في ظهر الاحتلال.أيهم ومناضل

الاختباء بالمخيم

فور علم أسرة أيهم، بهروبه من سجن جلبوع رفقة أصدقائه، تملك والده شعور ممزوج بين الخوف على نجله وفرحته بحريته، على مدار أسبوعين لم يتمكن من التواصل معه، "ابني كان على مسافة صغيرة مني ومقدرتش أحضنه"، هرب أيهم ومناضل إلى جنين تفرقا الاثنان كلا منهما لوجهة مختلفة.

وحسب والد أيهم، فإنّه دخل إلى مخيم جنين دون معرفة أهل المخيم، ومكث بداخله لأيام حلق شعره وأكل في مطاعم جنين ومشي في شوارع المخيم دون أن يعرفه أحد، وفي نهاية اليوم، كان يذهب للنوم بداخل أحد المساجد على أطراف المخيم، حسب حديث المحامي لوالده فإنّ أيهم أخبره أنّ المقاومة لم تعلم بوجوده في جنين، لأنّه لو علمت المقاومة بوجوده لما تمكنت قوات الاحتلال من القبض عليه.

في اليوم الذي تم إلقاء القبض على أيهم، كان لا يزال بمخيم جنين، لكنّه قرر الخروج ليكون برفقة صديقه مناضل، وفي منتصف ليل الأحد، وصل "أيهم" إلى صديقه، لكن لم تمر سوى لحظات معدودة تقريبا 15 دقيقة، حتى اقتحمت جرافات الاحتلال الحي حينها أدرك   أيهم ورفيقه نضال أنّه لا مجال للهرب، لذا قررا الاستسلام ليس خوفا على حياتهما، لكن خوفًا على أبناء الحي خاصة بعدما هدد الاحتلال من خلال مكبرات الصوت أنه سيدمر الحي بأكمله حال عدم خروجهم.

أيهم ومناضل

 القبض على أيهم

تلك اللحظة كانت الساعة الثانية منتصف الليل رنّ هاتف والد أيهم، كان الرقم مجهولًا لكنّه أجاب، ليتفاجأ بصوت صغيره على الجانب الآخر يحدثه "أنا أيهم يابوي أنا محاصر الآن لكن هسلم نفسي حرصًا على حياة إخواني في الحي"، 30 ثانية فقط كانت مدة المكالمة بين أيهم ووالده.

كان أمل أيهم، زيارة قبر والدته قبل إعادة اعتقاله، حيث توفيت الأم عام 2019 بعدما حرمها الاحتلال من زيارة نجلها لما يقرب من 3 سنوات، حزنت الأم بسبب اشتياقها لنجلها خاصة وأن شقيقه أيضًا كان بداخل السجن، أصيبت بجلطة نتيجة الحزن وبعد 4 أشهر توفيت، في يوم الوفاة تلقى شقيق أيهم اتصالا منه وهو بالسجن أخبره أن يضع الهاتف على أذن والدته وهي بداخل كفنها ليودعها، لذا كان يأمل في الحرية دائمًا للذهاب إلى قبر أمه، هذا القبر الذي يتواجد ببالقرية التي يقيم بها أسرته، والتي تبعد حوالي 3 كيلو عن المنزل الذي تواجد فيه "أيهم" وألقي القبض عليه بداخله " أيهم قدر إنه يطلع ويحس الحرية في أسبوعين، لكن مقدرش إنه يزور قبر أمه مع إن ده كان حلمه" حسب والده.

"أيهم، كان على بعد خطوات بسيطة مني ومقدرتش أحضنه"، بتلك الكلمات أنهى الوالد حديثه، كان يتمنى دائمًا أن يحكي مع نجله، وهو في أحضانه، فعلى مدار 19 عامًا، وهو يتحدث معه من خلف الزجاج، وحينما كان قريبًا منه لم يترك الاحتلال فرصة له لرؤيته.

أيهم ومناضل







أضف تعليقك