البوابة الخلفية للجريمة على الانترنت.. ما هو «الديب ويب»؟
يعتبر الـ«ديب ويب» عالمًا مجهولًا للكثيرين؛ فهو شبكة من المواقع المخفية التي تحتاج لمتصفح خاص ورابط مباشر كي تصل إليه، لذلك يستعمله الكثيرون في عمليات غير قانونية، مثل بيع وشراء المخدرات، وسمي «ديب ويب» بهذا الاسم، ويعني «الانترنت العميق»، نظرا لصعوبة الوصول إليه، كما أنك تحتاج أدوات خاصة للدخول إلي هذا العالم.
مصطلحات جديدة
خبير أمن المعلومات، طاهر رحيم، يقول: «لابد من التفريق بين عدد من المصطلحات مثل «السيرفيس ويب»، و«الديب ويب»، و«الدارك ويب»، فـ«السيرفيس ويب»، هو الانترنت العادي، والجزء المرئي والمنتشر مثل «جوجل»، و«فيسبوك»، و«ياهو» والمواقع التي تستطيع الدخول إليها بسهولة، بينما «الديب ويب»، وهو الانترنت العميق، ويشير إلي جميع البيانات وصفحات الانترنت غير مؤرشفة في محركات البحث العادية مثل «جوجل» و«ياهو»، وهي الصفحات التي لا تستطيع إيجاد صفحات الديب ويب، لأنه محتوي يوجد بأعماق الإنترنت، ويمثل تقريبا 5 أضعاف المحتوي الموجود علي سطح الانترنت».
أضاف رحيم في تصريحات لـ«المدار»: «عندما تريد البحث عن شيء عادي علي الانترنت السطحي، فأنك تكتب ما تريد علي محركات البحث، بينما الموضوع مختلف بالنسبة للديب ويب، لأنه عبارة عن معلومات مخزنة علي الملفات الداخلية لهذة المتصفحات، عن طريق الداتا سننتر المتواجدة في أرشيف السيرفرات».
تابع رحيم: «أعتقد أن المتصفح العادي لا يستطيع أن يصل لتلك المواقع بمفرده، لأنها أمور مشفرة بأكواد معقدة جدا!».
محتوى مختلف
اختتم رحيم كلامة قائلا: «الدارك ويب، يعتبر جزء صغير من الديب ويب، لكن مختلف من حيث المحتوى، لأنه يحوي أعمالًا غير قانونية، التي لا يمكن أن تتخيلها، فأصحاب هذه المواقع في الدارك ويب لا يستطيع أحد الوصول إليهم غير أصحاب الموقع، وأصدقائهم، وأصحاب هذة المواقع يتبعون نظام الدعوات، ولا يمكن الشخص الوصول إلي هذة المواقع، إلا إذا تمت دعوته من أحد أعضاء هذة المواقع، وأن الدارك ويب لا يستخدمه سوى هؤلاء الذين لا يريدون الظهور علي سطح الانترنت، فيكون باستخدامه مخفي تماما ولا يمكن تعقبه».
يضيف: «هذه المواقع لديها امتدادات مختلفة غير باقي المواقع، حيث أن المواقع العادية تنتهي بدوت كوم، أو دوت نت، لكن تلك المواقع امتداداتها تكون غير ذلك، مثل بي أي تي، أو ان او اي او ان، وذلك رغبة منهم في عدم أرشفة هذه الامتدادات، وبالتالي هي تحتاج إلي متصفحات خاصة، ولا يمكن الوصول إليها بسهولة».
قانوني يعلق
بينما يقول مصدر قانوني إن القانون لا يجرم من يدخل علي تلك المواقع، بل الجريمة تكمن هنا في ماذا تفعل علي تلك المواقع، فعلي سبيل المثال، إذا وجدنا شخصان، أحدهم علي فيسبوك، والأخر علي «ديب ويب»، لكن من هو علي «ديب ويب» يتصفح فقط، ومن هو علي «فيسبوك» يخترق حسابات أشخاص، ويبتزهم، فهنا يعاقب من هو علي «فيسبوك»، ولا يعاقب من هو على «الديب ويب»؛ لأن القانون المصري لا يعاقب علي التصفح، بل علي الفعل ذاته.
تابع: «ينص القانون 175 لعام 2018، علي أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر والغرامة التى لا تقل عن ثلاثين ألف جنيه، ولا تجاوز خمسين ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من استخدم الشبكة المعلوماتية أو إحدى وسائل تقنية المعلومات، فى الوصول بدون وجه حق إلى أرقام أو بيانات أو بطاقات البنوك والخدمات أو غيرها من أدوات الدفع الإلكترونية».