الصنعاني.. هرب من حرب اليمن فأجبر على التجنيد في أوكرانيا

حرب أوكرانيا
حرب أوكرانيا



بين ليلة وضُحاها تبدَّلت حال وليد وشقيقه، فقبل سنوات هربا من حرب اليمن نحو وجهة أكثر أمانًا؛ رافقتهما في تلك الرحلة أحلامٌ سعوا لتحقيقها ونسيان آثار الماضي.. دمار وخراب حوَّلا وطنهما "اليمن السعيد" إلى مكان تُرصف شوارعه بدماء أبنائه، لكنَّ القدر شاء أن يعيش الشقيقان مرارة الحرب مرة ثانية في وطنهما البديل.


"وليد الصنعاني"، شاب يمني، خرج قبل نحو 8 سنوات من وطنه رفقة شقيقة الأصغر، كان وليد الأكثر حظاً بين العديد من أبناء وطنه، فمع بداية الحرب قرر المُغادرة وساعده في ذلك ميلاده في أوكرانيا؛ لذا كان الأمر سهلاً بالنسبة إليه، فخرج رفقة شقيقه لبدء حياة جديدة بعيدًا عن الدمار الذي خلفته الحرب في بلادهم.

 

الحرب في اليمن


"ماكناش متوقعين إن ده يحصل حتى الأوكران نفسهم فروا في يوم وليلة"، عام 2015 استقرّ وليد بالعاصمة الأوكرانية كييف، والتحق بأحد الأعمال الحرة وتزوج من فتاة أوكرانية وأنجب منها 3 أطفال، ومع الاستقرار الذي حصل عليه الشاب العشريني قررّ أن يكون موثقًا فقدم طلبًا للحصول على الجنسية الأوكرانية؛ لكنّه تفاجأ بأن عليه التنازل عن جنسيته الأصلية "اليمنية.


رغم البحث عن حياة أفضل؛ لكن وليد لم يكن في مُخيلته التنازل عن جنسية وطنه، فكّر كثيرًا حتى توصَّل إلى حل يُمكنه من الاحتفاظ بجنسيته؛ لكنّه سيواجه خطورة افتضاح أمره من قِبل السلطات الأوكرانية، إلا أنه قرر المُغامرة، فأثناء تجهيز أوراق الحصول على الجنسية الأوكرانية قدَّم أوراقًا تُثبت تنازله عن جنسيته الأصلية؛ لكنّ تلك الأوراق لم يُثبتها بصفة رسمية.

 

"رفضوا يخرجوني لما طلعت الجواز الخاص بي"، الفتى العشريني الذي خرج من اليمن دون عودة، مع بداية الحرب في أوكرانيا قرر الهرب مع عائلته، وبعد ساعات قضوها بين نيران الروس حتى كاد اليأس يتملكهم وأدركوا أن النجاة من الموت ستكون صعبة تلك المرة.

مع إصرار الشاب وعائلته، نجحوا في الوصول إلى حدود رومانيا؛ لوجود تسهيلات عدة عليها عكس حدود أخرى، وهنا وُلد الأمل في قلب الشاب من جديد، حتى اصطدم بالواقع فلم يُسمح له وشقيقه بالمرور من الحدود باعتبارهم مواطنين أوكران عليهم العودة وحمل السلاح للدفاع عن أرضهم. وعلى الرغم من مُحاولات وليد العديدة للسماح لهم بالمرور من أجل أطفاله؛ فإن جميعها باءت بالفشل، فالإجابة كانت "عائلتك فقط ستمر أنت لا".

 

لم يكن أمام الفتى خيارات أخرى سوى الانتظار، فالعودة إلى العاصمة تعني الهلاك، لذا قرر استئجار منزل بالقرب من الحدود وقضاء عدة أيام به حتى يتمكن من الوصول إلى خطة جديدة للخروج، وبالفعل نجح في ذلك عن طريق التواصل مع سفارة بلده الأم والتي ساعدته في تجديد هويته السفرية لمدة 3 أشهر، ومنحه أوراق تُثبت أنه وشقيقه مواطنان يمنيان.

 

لاجئون أفارقة في حرب أوكرانيا


"أنا خايف انكشف في الجوازات بس كله على الله ما في حل تاني"، قرر الشاب أن يُغامر من أجل النجاة، وبدأ يستعد لتلك الخطوة فسيعود من جديد إلى الحدود الرومانية للخروج، لكن في تلك المرة ستذهب زوجته وأطفاله ضمن صفوف اللاجئين الأوكران، بينما يقف هو وشقيقه في صفوف الجنسيات غير الأوكرانية.

 

رغم خروج وليد وشقيقه من وطنهما قبل سنوات؛ بحثًا عن مستقبل جديد في دولة أخرى، ذهاب دون عودة، لكنّهما رفضا التنازل عن هويتهما الأم حتى لو كلّفهما الأمر كثيرًا، واليوم، بات هو مُنقذ عائلته الوحيد للخروج بعيدًا عن ويلات حرب جديدة.

حرب أوكرانيا

 ممنوع الخروج إلا في حالات مرضية

حسب قول رئيس الجالية اليمنية في كييف، محمود الجدحي، فإنه تم منع خروج المواطنين اليمنيين ممن يحملون الجنسية الأوكرانية، إلا في حالات مرضية فقط، متابعًا بأن عدد الجالية اليمنية في أوكرانيا قليل، فيبلغ نحو 800 شخص موزعين على كل المدن، غالبية هذا الرقم، وفقًا له، طلاب بنحو 85% والباقي تحولوا من طلاب إلى عائلات استقروا و تجنسوا.

الخروج في هذا الأمر يمكن أن يتم في حالة واحدة وهي امتلاك المواطن هوية سفر يمنية حتى لو انتهت فإنّ السفارة ستساعد في تجديدها، لكنّ كثيرين ممن حصلوا على الجنسية أُجبروا من التنازل عن الجنسية اليمنية لذا فلا خيار أمامهم سوى البقاء في منازلهم وفقًا للجدحي، والذي أكّد أنه حتى اللحظة لم يُسجل انضمام أي مواطن من أصول يمنية ضمن صفوف الجيش الأوكراني رغم انتشار أنباء تُفيد هذا الأمر؛ لكن لم يتم التأكد منها حتى اللحظة.







أضف تعليقك