الحرب هدمت طموحهم العلمي.. قصص مأساوية للطلاب العائدين من أوكرانيا (خاص)

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية



تعطشهم للعلم، دفعهم إلى السفر مسافة 2269 كم كطلبة في جامعات أوكرانيا، بعد أن قرر مكتب التنسيق عدم قبول مَن هم دون المجموع عن الالتحاق بالكلية التي يرغب بها.

"الطب بياخد في مصر مجموع عالي جداً وتنسيقي كان جايب صيدلة وأسنان"، يستعيد محمود فكري، أسباب قراره في الالتحاق بجامعات أوكرانيا.

يحاول الطالب في الصف الثالث بكلية الطب بجامعة الكرازنا في مدينة خاركوف، أن ينفض عنه غبار الحرب التي تكاد أن تقف حائلاً بين مستقبله، متذكراً أن التنسيق كان السبب الرئيسي وراء دفعه للسفر، بجانب التكاليف الباهظة للدراسة في الجامعات المصرية الخاصة: "حصلت على مجموع 93.5% ورغم ذلك لم ألتحق بمقعد في الجامعات الخاصة رغم ارتفاع أسعارها".

 

فكري من بين 300 طالب مصري آخر في دفعته، صبت الحرب تأثيرها مباشرة على مستقبله.

الطريق إلى الحدود البولندية

 

"ضرب نار جامد"، هكذا يصف عادل الوضع في ثالث أيام الحرب الروسية الأوكرانية، فبعد أن استقر الطالب بمنزل أصدقائه ليلتين بـ"خاركوف"، قرر الرحيل إلى الحدود البولندية اليوم.

وعن اضطراره للسفر إلى أوكرانيا، يستعيد عادل ذكريات قراره الذي أيضاً ساهم فيه التنسيق المصري بشكل أساسي، فيقول: "سافرت لأدرس هندسة البترول بعدما لم أحصل على مجموع عالٍ يتناسب مع الجامعات الحكومية أو من امتلاك المصاريف المرتفعة للجامعات الخاصة".

يحاول الطالب في الصف الأخير النجاة بحياته، مقتطعاً كلماته للاستعداد لاستقلال القطار إلى "لفيف" للوصول إلى الحدود البولندية.

إلغاء الرحلات الجوية

"أنا مسفّرة ابني وعارفة إنه هيروح ويرجعلي متفوق"، كانت تلك كلمات والدة الطالب عاطف عبدالمنعم له على مدخل المطار قبل 5 سنوات من توديعه، وهي الكلمات التي يتذكرها الابن جيداً.

اتصالات مستمرة شعارها "القلق" بين عاطف وأسرته، في انتظار عودته إلى مصر، بعد القرار المفاجئ بإلغاء الرحلات الجوية لاندلاع الحرب، ليعود إلى كييف مرة أخرى.

عاد عاطف لمنزله، في محاولة للشعور بالأمان، إذ يتعلق نظر الطبيب بشكل مستمر بالسماء، لمراقبة الأجواء، ولم ينسَ بداية رغبته في الالتحاق بكلية الطب، فيعود إلى 5 سنوات للوراء، قائلاً: "التحقت بكلية الطب بأوكرانيا فالجامعات هناك معترف بها في أوروبا وكذلك تتميز بمصروفات قليلة عن الجامعة الخاصة بمصر".

لم تسِر سنوات الدراسة على الطبيب بسهولة، فقد ابتاعت شقيقته ما تملكه من ذهب لاستكمال الأقساط، وليستطيع تنفيذ حلم والدته "هاطلع الأول على الدفعة"، وهو ما حققه عاطف وفي انتظار العودة إلى بلده بشهادته وخطاب التوصية لاستكمال دراسته العليا.

التعليم في أوكرانيا

وتعد مدينة خاركيف من أكبر المراكز التعليمية في أوكرانيا، بجانب مدن كييف، دونيتسك، دنيبرو، أوديسا ولفيف، إذ تمنح مؤسسات التعليم العالي الموجودة في أوكرانيا، الحكومية والوطنية والخاصة، البكالوريوس والماجستير والدكتوراه بتخصصات متنوعة.

وقعت أوكرانيا إحدى دول أوروبا الشرقية، تحت حكم النظام السوفييتي الروسي، الذي كان من حسناته تطوير المنظومة التعليمية، ما جعلها قبلة لكثير من الطلبة العرب لاهتمام أوكرانيا بالجانب التطبيقي والدراسة على يد أساتذة جامعيين بارزين دولياً.

وتعود الدراسة في أوكرانيا لعدة امتيازات من بينها سهولة التأشيرة والتقديم في المؤسسات التعليمية في أوكرانيا، وعدم اشتراط الجامعات لامتحانات الكفاءة اللغوية، كما تقدم أوكرانيا الدراسة بالإنجليزية والروسية والأوكرانية والفرنسية، واعتراف المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية واليونسكو والمجلس الأوروبي للبرامج التدريبية.

وتحتل جودة التعليم في أوكرانيا المرتبة الـ88 في مؤشر التعليم الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عام 2019، من أصل 189 دولة شملها التقرير.

 







أضف تعليقك