تحت القصف الروسي.. أسرة محمد تحلم بعودة ابنها لأرض الوطن

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية



الوضع لم يختلف كثيرًا لدى أسرة الشاب اللبناني محمد تاراف، كغيرها من الأسر العربية، التي عاشت لحظات قاسية خوفًا على أبنائها، فالطالب بالفرقة الثالثة من كلية الطب بجامعة خاركيف الأوكرانية، قرر البحث عن حلمه وحلم والده بالسفر خارجًا، ورغم الظروف الصعبة التي تعيشها الأسرة في مدينة صور إحدى محافظات الجنوب، لكنّهم كانوا مطمئنين على نجلهم في الجانب الآخر من البحر، حتى حدث ما لم يتوقعه أحد.

في السادسة صباحًا من يوم الخميس الماضي، استيقظ والد الشاب للذهاب إلى عمله، حمل هاتفه وقرر الاطلاع على الأخبار ليتفاجأ بأنباء الحرب الروسية على أوكرانيا، فزع الأب وانتفض قلب الأم خوفًا على نجلها، خاصة وأن مدينة الابن لم تخلوا من صواريخ الروس لساعات طويلة.

تسارعت دقات قلب الأم، وهي تمسك بهاتفها تنتظر إجابة صغيرها حتى تطمئن عليه، كان القدر مُحالفًا للفتى فبرغم الحرب لكن هاتفه لازال به نقطة اتصال كانت هي أمل التواصل الآخير بينه وبين أسرته، أجاب محمد على والده وأخبره أنه بخير فلم تُصب منطقتهم نيران الروس لكنّ أصوات القصف جعلتهم يهرولون إلى الملاجئ وأنفاق المترو.

كان حلم أسرة محمد مشروعًا أن يعود إليها ابنها بشهادته الكبرى، يتفاخرون بحصوله على شهادة الطب من إحدى جامعات أوروبا، فلطالما حلم الولد أن يُصبح طبيبًا، لكن ما حدث في الساعات الماضية جعل الأسرة تتمنى لو أن يعود صغيرها ولن تسمح له بالسفر بعيدًا عنهم.

"فيه ناس رجعت وناس فضلت والنتيجة أهو ولادنا بيواجهوا الموت بعيد عننا"، مع بداية الأحداث واشتعال الأزمة بين روسيا وأوكرانيا حاولت أسرة الشاب إقناعه بالعودة إلى بلدته، لكن الجامعة أبلغتهم بأن الطالب الذي يسعى للمغادرة ستكون حظوظه ضئيلة في العودة مرة ثانية وسيتحمل مسؤولية نفسه، لذا لم يكن هناك خيارات أمام الشاب سوى الاستمرار، وحاليا يتمنى العودة بأمان لأحضان ذويه.

الأمور بالغة الصعوبة على أسرة محمد في لبنان، وعلى الشاب بأوكرانيا، الاثنان لم تغفل أعينهم منذ بدء الأحداث، تُفرقهما المسافات لكن يجمعهما الدعاء كلاهما يدعو الله أن يلقى أحبته قريبًا، تتابع الأسرة الأخبار على الشاشات بشغف ويملئ الأمل قلبهم باتصال هاتفي بين الحين والآخر من صغيرهم.







أضف تعليقك