«ميتا» بين سندان الخسائر العملاقة ومطرقة الرقابة الأوروبية.. ماذا فعل مارك؟
يبدو أن مارك زوكربيرج مؤسس شركة «ميتا» فيسبوك سابقا، التي منيت بخسائر عملاقة الفترة الماضية تزيد على 200 مليار دولار من قيمتها السوقية إثر انخفاض قيمتها السوقية، وتنتظر رقابة صارمة من أوروبا بشأن معاييرها وانتشارها، أراد أن يعطي شركة قبلة الحياة، عبر بيان نشره على صفحته بشأن تحديثات «ميتا» على عدة مستويات سواء إدارة الشركة أو إدخال إمكانيات جديدة.
قال مارك إن شركته تبدأ مرحلة جديدة من البناء وأنها ستشهد ابتكارات مثيرة في ظل تغير المشهد حول التنظيم الخاص للشركة، في إشارة إلى الرقابة الصارمة التي تنوي أوروبا وضعها حول ميتا، مضيفا « نحن بحاجة إلى قائد كبير على مستوى نفسي لصناعتنا ويمكنه قيادتنا وتمثيلنا في جميع قضايا سياستنا على مستوى العالم.
قيادة جديدة
وتابع: «نيك كليج هو الشخص الأمثل لهذا العمل فتم الي رئيس الشؤون العالمية لشركة ميتا ليساعدني في التركيز علي قيادة الشركة بشكل أكبر، وأن العمل الذي تقوم به شركة ميتا يهم الكثير من الناس حول العالم ولذلك لايوجد من هو أفضل من نيك ليج ليمثل ومساعدة الشركة في تشكيل مستقبل سياسة الانترنت.
حديث مارك مالك تطبيقات واتس آب وفيسبوك وإنستجرام، جاء بعد أيام قليلة من تهديداته لزعماء أوروبا، بإغلاق عملياته في دولهم، بسبب اللوائح التي تهدف إلى إعاقة جمع بيانات التطبيقات، بينما قالت «ميتا» في تقرير لها أنه ما لم يتم تخفيف القواعد الأوروبية المتعلقة بالبيانات، فلن تكون الشركة "على الأرجح" قادرة على تقديم أهم منتجاتها وخدماتها، بما في ذلك فيسبوك وإنستجرام في الاتحاد الأوروبي.

سخرية أوروبية
من جانبه قال وزير الاقتصاد الألماني الجديد روبرت هابيك، أنه عاش من دون فيسبوك وتويتر لمدة أربع سنوات بعد تعرضه للاختراق، وكانت الحياة رائعة، الأمر الذي اعتبره البعض سخرية من تصريحات مارك وتقرير شركته.
وفي السياق نفسه من جانبه، أكد وزير المالية الفرنسي برونو لو ميير، متحدثاً إلى جانب زميله الألماني، أن الحياة ستكون جيدة جداً بدون فيسبوك.
خسائر عملاقة
شهد الأسبوع الماضي، خسائر فادحة تعرضت لها «ميتا» إثر حدوث أول انخفاض ربع سنوي لها على الإطلاق للمستخدمين اليوميين على مستوى العالم، فيما نمت الإعلانات بأقل من المتوقع، حسبما ذكر موقع سكاي نيوز عربية.
وأظهر الانخفاض الهائل في الأسهم، الذي قضى على الفور على ما يقرب من 200 مليار دولار من القيمة السوقية، أن تغيير علامة فيسبوك التجارية إلى الشركة الأم المالكة «ميتا» لا يكفي لإلهاء المستثمرين عن المشاكل في أعمالها الأساسية.

كما تعرض زوكربيرج لخسارة 29 مليار دولار من ثروته الشخصية، وهو أكبر انخفاض للثروة في يوم واحد على الإطلاق، بعدما جاءت أرباح شركة "ميتا بلاتفورمز" في الربع الأخير دون التقديرات.
انهيار متوقع
قال الخبير التكنولوجي المهندس أحمد صبري، إن حدوث هذا الانهيار كان متوقعا، وإن تحويل اسم الشركة إلى «ميتا» كان يراهن على إيقاف الانهيار، لأن فيسبوك كان يغرد منفردا في عالم التواصل الاجتماعي وحقق نجاحا باهرا، وخير مثال على هذا، الاكتتاب الخاص بالشركة الذي تخطى كل التوقعات، ووصل لـ10 أضعاف المعدل الطبيعي، وهو واحد من أكبر الاكتتابات في التاريخ وأغربها على الإطلاق، نظرا لثقة المستثمرين في الشركة إضافة إلى أن زوكربيرج مسوق ماهر.
أضاف في تصريحات لموقع سكاي نيوز، نقلها «المدار»، أن بداية الانهيار كانت التسريبات الخاصة بخصوصية المستخدمين، والتوقف المستمر للخدمات الذي زعزع ثقة الجميع لأن هذه الأعطال قد تكرر مستقبلا وفي أي وقت، إضافة إلى اعتماد الشركة على جني الأرباح وليس على خدمة المستخدمين.