محمود طالب التمريض.. الباحث عن الرزق في بنبان

عمال بنبان
عمال بنبان



ارتدى الفتى الصغير عباءته وخرج باحثاً عن مصدر رزق لمساعدة والده، أنهى للتو شهوره الدراسية ومع اليوم الأول في الحصول على الإجازة قرر استغلالها والبحث عن عمل، ليصبح نصيبه ضمن أبطال الجيل الأول من الطاقة رغم صغر سنه.

محمود حسين فتى في العشرين من عمره، يدرس بالسنة الثانية بكلية التمريض جامعة أسوان، الشاب هو الابن الثاني ضمن أسرة من 4 أبناء، الأكبر يعمل مزارعاً والصغيرين في مراحل تعليمية مختلفة، بينما الأب موظف بوزارة الأوقاف.

 

عمال بنبان

 


"أنا بدأت أشتغل في الطاقة من 2019".. منذ الصغر ومحمود يعتمد على نفسه في توفير مصاريفه الخاصة، وفي 27 أكتوبر تحديداً قبل نحو 3 أعوام، قرر الفتى خوض تجربة جديدة وهو التقديم للالتحاق بوظيفة عامل داخل محطة الطاقة الشمسية في بنبان، والتي تبعد بعضاً من الكيلومترات عن قريته الصغيرة في أقصى محافظة أسوان، وبالرغم من أنّ باب التقديم على الوظيفة فتح مع بداية العام الدراسي، إلا أنه لم يتردد في التقدم حتى نال نصيبه فيما بعد.

 

عمال بنبان

 


نحو 6 أشهر قضاها العشريني داخل أروقة بنبان، في البداية التحق كـ"عامل" ثم فيما بعد ونظراً لاجتهاده عمل بوظيفة موزع بضائع بالمخزن ثم محاسب بالمشروع، وعلى مدار 8 أشهر المتفرقة تلك المدة التي قضاها الشاب بالمحطة، كونه يعمل بالإجازة ويغادر مع بداية العام الدراسي حاملاً بيده مصاريف جامعته وكتبه ومسكنه بالمحافظة، والتي يقطن به كون كليته تبعد مسافة بعيدة عن منزله الأصلي بالمنصورية.

واجه محمود كغيره من العاملين في المشروع عدة صعوبات في البداية، لكنّه تغلب عليها فيما بعد، تلك التي تمثلت جميعها في صعوبة التواصل مع المهندسين والخبراء الأجانب، بالرغم من وجود مترجمين إلاّ أنّ الصدفة أحياناً كانت تدفعه بالوجود وحده معه دون مترجم، حتى اعتاد على الأمر بل وتعلمّ بعضاً من كلماتهم.

في عام 2020 كانت نهاية عمل محمود بالمشروع، عاد إلى دراسته ليبدأ من جديد رحلة بحث عن عمل يساعده في اجتياز مصاعب الحياة، وفي خطوات البحث عن عمل يأمل الفتى أن يصادف مشروعاً جديداً للطاقة يذهب إليه لكن تلك المرة بخبرات متعددة.

 

عمال بنبان







أضف تعليقك