عبدالقوي: إحنا اللي حطينا حجر أساس «بنبان»

عمال بنبان
عمال بنبان



قبل نحو 15 عاماً، حصل عبدالقوي المهدي على مؤهل متوسط "دبلوم الصناعة"، اتخذ مسار أبناء بلدته في العمل، فلم يجد أمامه فرصة سوى الزراعة ورعاية الأرض، يستيقظ باكراً ويذهب إلى حقله ويعود مساءً إلى منزله، لكن ومع إعلان البدء في مشروع جديد للطاقة بقرية مجاورة لقريته المنصورية، فكَّر في استغلال الفرصة والسعي نحو عمل جديد لكسب العيش.

" لما رُحنا كانت الأرض فاضية.. إحنا اللي حطينا حجر الأساس للمشروع".. اتفق العديد من أبناء الجزيرة على التقديم في المشروع؛ خصوصاً أنهم أدركوا أن المسؤولين عنه سيوافقون على عمل المتقدمين من الجزيرة بنبان والقرى المجاورة لهما، لذا قدّم عبدالقوي أوراقه وبالفعل تم تعيينه ضمن العمالة غير المنتظمة بالمشروع.

عمال بنبان

"كانوا بيقولوا لنا الكهرباء مفيهاش هزار"، في البداية كان الأمر صعباً وخطيراً على الثلاثيني، 15 يوماً قضاها يحاول التعامل بحرص مع أسلاك الكهرباء التي كانت تملأ المكان من حوله، قديماً كان المهدي يتوسط الزرع الأخضر واليوم يتوسط معدات وأسلاك وأعمدة لا يمكن أن يخطئ في ملامسة أحدها، لكنّه لم يستمر كثيراً وعاد لزراعاته من جديد.

في اليوم الأول من وصول عبدالقوي ورفاقه أرض الطاقة، كان المشروع مستكملاً بنسبة لا تتجاوز الـ10%، لم يوجد على مساحة شاسعة من الصحراء سوى معدات وبعض الألواح الشمسية، لكنهم وعلى مدار عامين خرج من تحت أياديهم مشروع عملاق يحتفي به الجميع من بعدهم، لكنّ مهمتهم لم تستمر كثيراً فحلّ محلهم عمال تابعون لشركات مقاولات مختلفة جاءوا من محافظات مصر تحديداً الشمالية منها.

"نفسي نرجع نشتغل تاني في المشروع"؛ تسبب مشروع الطاقة في وجود فارق كبير بمستوى المعيشة لدى عبدالقوي، وعلى الرغم من انتهاء عمله بالمشروع وعودته للزراعة من جديد، ورغم خطورة الأمر وقسوته في كثير من الأحيان، فإنه لا يزال يبحث عن فرصة للعودة إلى أرض النور مرة ثانية، بل إنه يبحث عن أماكن أخرى للطاقة للعمل بها، خصوصاً أنه اكتسب الكثير من الخبرات وتعلم على أيدي مهندسين مصريين وأجانب؛ لذا ففرصة العمل داخل مشروع للطاقة لا تضاهيها فرصة أخرى.

 

عمال بنبان







أضف تعليقك