طه حمدي... من عامل بناء إلى صاحب شركة مشاركة في «بنبان»
قبل سنوات، تخرَّج طه حمدي صاحب الثمانية والعشرين عاماً في كلية التجارة جامعة جنوب الوادي، حاول البحث عن فرص عمل عدة؛ لكنّه لم يوفق في العثور على وظيفة تناسب مؤهله الجامعي، لكن مع بداية العمل في مشروع الطاقة الشمسية ببنبان، فكّر في الالتحاق به كونه فرصة ثمينة أمام أبناء الجنوب جميعاً ويجب عليهم استغلالها.
5 أعوام قضاها العشريني داخل أسوار محطة الطاقة، بدأ رحلة عمله في بنبان كعامل لنحو 6 أشهر تعلّم التركيب ونقل المعدات؛ لكنّه بعد ذلك تدرّج في الوظائف وعمل محاسباً لما يقرب من 7 أشهر في المشروع، لكنّ طموح الشاب كان أكبر بكثير فقرر رفقة عدد من أصدقائه إنشاء شركة مقاولات خاصة بهم، وانضمامها للعمل بجانب شركات كبرى في مشروع بنبان، منذ نحو عامين.

"البداية كانت صعبة لأننا ماشتغلناش في الطاقة قبل كده"، يستيقظ طه في السادسة صباحاً، يذهب إلى عمله مع العشرات من العمال، ويستمر وسط الصحراء حسب احتياج العمل، فيمكن أن ينهي عمله في الثانية ظهراً ويمكن أن يستمر حتى الخامسة مساءً، لكن ورغم مشقة العمل وابتعاده عن دراسته؛ فإن العشريني أحبّ العمل بالمشروع، بل تعلّم واكتسب منه العديد من الخبرات؛ خصوصاً أنه كان في بداية حياته المهنية، سواء عن طريق التدريب والعمل مع خبراء أجانب أو مصريين، تلك الخبرة التي باتت تؤهله للعمل في أماكن كبرى في ما بعد.
"أسوان بقت على الخريطة العالمية.. إحنا الأول ماكناش مذكورين أصلاً"، رغم أن بناة المشروع الأوائل كانوا من أبناء المنصورية وبنبان والقرى المجاورة، وبالفعل استفاد الآلاف من أبناء تلك القرى، حتى جاءت فترة التشغيل والتي أنهى فيها القائمون على المشروع عمل هؤلاء العمال، فرغم أهمية المشروع الكبيرة لتلك المنطقة والتي جعلتها محط أنظار الجميع، لكن العشريني أقر بأنهم حتى اللحظة لم يحصلوا على حقوقهم كاملة، فالمشروع من وجهة نظره على أرضهم لذا فكان من الأولى لهم أن يعمل هؤلاء العمال بعقود مثبتة وليست كعمالة غير منتظمة، لكن في النهاية حسب قوله يبقى مشروع بنبان بالنسبة لهم حياة جديدة فتحت أمامهم أبواباً عدة لرزق كانوا يحسبونه بعيداً عنهم.
