7 أشهر على الأزمة.. نورا رفضت خيام الإيواء وتنتظر النجاة
على ناصية شارعهم الصغير، وقفت نورا رفقة عدد من جيرانها تحمل رضيعها ذا العامين أمام منزل متهالك، يتجنب المارة السير أسفل شرفاته؛ خوفاً من سقوط إحداها عليهم، يحاولون البحث عن نجاة من الأزمة التي ألمَّت بهم قبل نحو 7 أشهر، وجعلتهم ينتظرون الموت ليل نهار.
نورا، الفتاة العشرينية التي تقطن بمنطقة الشمعدان، كغيرها من الأُسر التي تواجه أزمة الخروج من منازلها خشية سقوطها عليها.. في البداية رافقت جيرانها الذين ذهبوا فور إجلائهم للعيش بداخل المدرسة؛ لكن مع بداية العام الدراسي لم يكن أمامها خيار سوى العودة إلى منزلها مرة ثانية رافضةً الذهاب مع الجيران إلى مركز الشباب والإقامة داخل خيام إيواء بساحته.

"أنا بافرش على الأرض وأنام أنا وعيالي علشان لو حصل حاجة"، ثلاثة أبناء أكبرهم طفل في العاشرة من عمره، هم أبناء نورا، تلك الأم التي لم تساندها الظروف للبحث عن مأوى آمن لأطفالها، زوج لا عمل ثابت له؛ فتارة يعمل في إحدى قهاوي المنطقة، وأخرى يجلس بلا عمل بالمنزل، ووالدان توفاهما الله قبل سنوات؛ لذا فلا مكان آخر تذهب إليه نورا رفقة أبنائها وزوجها.
تقطن العشرينية في منزل يتكون من 4 طوابق، سقطت أجزاء من شرفاته نتيجة التشققات التي حدثت نتيجة انهيار العقار بمنطقتهم. رفضت نورا الذهاب كغيرها من أبناء المنطقة إلى الخيام؛ خوفاً على صغارها، لكن مكوثهم في المنزل لم يقضِ على هذا الخوف، في النهار تفتح باب منزلها تحسباً لحدوث أي شيء، وفي الليل تفترش أرض الغرفة وتنام رفقة الصغار باعتقادها أنه حال انهيار المنزل ستدفع الصغار أسفل السرير لنجاتهم من الموت.