بقينا مرضى نفسيين.. سماح: لا مأوى سوى الخيام

سماح
سماح



في الخامسة فجراً تفاجأت سماح بطَرق عنيف على باب شقتها، همَّت فزعةً من نومها وأيقظت زوجها؛ لتجد جيرانها يهرولون على سلالم منزلهم بعدما أبلغتهم قوات الأمن أن المنزل على وشك الانهيار، لتخرج الأربعينية رفقة زوجها إلى الشارع دون تفكير سوى في النجاة بحياتهما.

46 عاماً هي عمر سماح السيد، السيدة التي تقطن في منطقة الدخيلة، هي الأخرى لم تنجو من تبعات انهيار عقار بشارعهم، فعقارهم القديم المكون من 4 طوابق لحقته بعض التشققات التي دفعت المسؤولين لتحذير قاطنيه بالخروج منه ليلاً؛ كونه على وشك الانهيار هو الآخر، لذا لم يكن أمام الأربعينية وزوجها سوى السير رفقة العديد من أبناء الحي بحثاً عن مكان آخر للعيش به.

سماح

"وصلنا إلى المركز ولقينا الخيام.. عيطنا وصوَّتنا لكن مفيش فايدة"، قبل نحو شهرين وبعدما قررت وزارة التعليم إخلاء المدرسة التي لجأت إليها سماح وجيرانها، لم يكن هناك مأوى آخر سوى الخيام التي تم تجهيزها للأسر داخل مركز شباب الشهيد محمد علي المسيري، بمنطقة العجمي.. في البداية كان الأمر صعباً على سماح وجيرانها؛ لم يخطر ببالهم أن تنتهي الحال في النهاية داخل خيمة. ورغم الاعتراض على الأمر؛ فإنه لم يكن أمامهم خيار سوى الاستسلام للواقع.

9 من الخيام وضعت بجانب بعضها البعض، تم التقسيم إلى قسمَين؛ سماح وغيرها من النساء رفقة أطفالهم، وتجمع الرجال فى الأخرى، في البداية تقبلوا الأمر؛ خصوصاً أنهم حصلوا على وعود بأنهم سيمكثون فقط نحو 4 أيام وبعدها سيتم نقلهم إلى مكان أكثر آدمية؛ لكنهم حتى اللحظة لم ينفذ أحد تلك الوعود.

مركز شباب الشهيد المسيري


لم ترزق سماح بأبناء لكنها تعامل أطفال الحي جميعاً كأبنائها، لذا استغاثت الأربعينية لإنقاذهم، فلم يتمكنوا منذ تلك الأزمة من الذهاب إلى مدارسهم، كذلك صعوبة الوضع في الشتاء؛ إذ تتساقط عليهم مياه الأمطار وهم نيام، ومع شروق الشمس يضعون أغراضهم لتجف من المياه، وفي الليل يحاولون إشعال النيران للتدفئة؛ لكن نظراً لسوء الأحوال الجوية وسقوط الأمطار المستمرة، باتت فرصة إشعالهم النيران ضئيلة.

"معظمنا بقينا مرضى نفسيين بسبب اللي احنا فيه"؛ تعيش في الخيمة رفقة سماح عجوز في الستين من عمرها، تركت منزلها هي الأخرى خوفاً من انهياره، لكنها أُصيبت بمرض نفسي وهلاوس نتيجة ما تعرَّضت إليه، هربت العجوز من انهيار منزلها تحمل بيديها شنطة دواء لأمراض منها الضغط والسكر؛ لكنها الآن وبعد أيام من إقامتها دخل خيمة زادت عليها أدوية المرض النفسي.

مركز شباب الشهيد المسيري







أضف تعليقك