وفاء.. هربت وبناتها من مدرسة الأونروا خوفاً من الموت

الأونروا
الأونروا



تساقطت صواريخ الاحتلال بكثافة على منطقة الصبرة في غزة، استيقظت وفاء فزعةً من نومها على صوت القصف، رائحة الدخان ملأت منزلهم والنيران كانت مشتعلة بالقرب منهم، همّت لإيقاظ بناتها وزوجها لمغادرة المنزل هرباً من القصف؛ خصوصاً بعدما شاهدت الصواريخ تتساقط على أرض تبعد مسافة قريبة منهم.

"أنا من النازحين اللي كنت شاردة بالمدارس وطردونا"، وفاء الخوري فتاة فلسطينية من قطاع غزة، تعيش رفقة زوجها وطفلاتها الثلاث، أثناء الحرب الأخيرة على غزة قصفَ الاحتلال الحي الذي تعيش فيه ودمرّ العديد من منازله؛ بل وأصاب جزءاً من الأرض التي عليها منزل العشرينية.

 لجأت وفاء وأسرتها في ساعات متأخرة من الليل إلى جيرانها بعدما جاءها اتصال هاتفي من أحد جنود الاحتلال يخبرهم بمغادرة منزلهم لأنّه سيكون وجهة صواريخهم القادمة، لم تدرك في البداية الوجهة الآمنة التي ستذهب إليها، لكن لا خيارات أمامهم سوى النزوح إلى مدرسة الدرج التابعة للأونروا؛ خصوصاً أنهم اعتادوا الأمر؛ ففي كل مرة يشتد القصف عليهم يلجؤون إلى تلك المدارس باعتبارها الأكثر أماناً.

"وين بدنا نروح الناس صار تشرد"، مكثت وفاء بالمدرسة نحو 12 ساعة مرت بصعوبة، لم تتحمل الفتاة العشرينية الوضع نظراً لخطورة حملها؛ حيث كانت في الشهر السابع، إضافة إلى بناتها اللاتي لم تتجاوز أعمارهن الخامسة، فقررت الذهاب إلى منزل أسرتها والإقامة به لحين انتهاء الحرب.

الساعات التي قضتها الفتاة الفلسطينية بمدرسة الدرج، كانت بمثابة أيام طوال، بدأت برفض القائمين على المدرسة دخولهم بحجة تكدس الأهالي بالداخل، وعلى الرغم من إصرارهم على الدخول كونهم لا مأوى آخر أكثر أماناً من هذا المبنى، دخلوا ليتفاجؤوا بالوضع الذي وصفته وفاء بالكارثي.

لم تكن تلك المرة الأولى التي تلجأ بها وفاء إلى مدرسة الأونروا، وفي كل مرة كان يتم استقبالهم وتوفير الخدمات اللازمة لهم، لكنّها حتى اللحظة لا تعرف الأسباب وراء ما حدث معهم من الوكالة، سوء معاملة وعدم مساعدة النازحين في توفير الخدمات، حتى أبسط حقوقهم في مياه صالحة للشرب لم تكن أيضاً متوفرة.

"ولادي كانوا هيموتوا لو ما مشيت على بيت أهلي"، فرَّت وفاء هاربة من مدرسة الأونروا كما هربت في السابق من صواريخ الاحتلال، فبالنسبة إلى الفتاة الاثنان يؤديان في النهاية إلى موت محتم لا فرق بينهما، لذا قررت اللجوء إلى أسرتها على أمل العودة إلى منزلها مرة ثانية بعد تعميره.







أضف تعليقك