فيديو| أنا كنت مدفون في التراب.. عامل نظافة بالأقصر يحقّق حلمه بعد 52 عاماً

سيد حسن
سيد حسن



في الصغر حلم "سيد"، أن يصبح شاعراً مشهوراً، أحبّ قصائد شوقي وحافظ إبراهيم، وكان يرددها دائماً، مهّد الطريق نحو حلمه، لكنّ الظروف دفعته لطريق آخر، فبدلاً من حمل كتبه والذهاب إلى مدرسته خرج باحثاً على مصدر رزق لتعيش أسرته، سنوات مرت وبات الطفل عجوزاً لكنّه عاد ليلتقي بحلمه من جديد.

سيد حسن إبراهيم، ابن مدينة القرنة بمحافظة الأقصر والذي يعمل عامل نظافة بالمدينة، منذ نعومة أظافره كان سيد يسعى لأن يصبح شاعراً مشهوراً، التحق بالمدرسة ووصل في تعليمه إلى الصف الثالث الإعدادي، لكن ظروف أسرته دفعته لمغادرة المدرسة والبحث عن عمل حتى يعيش منه أشقاؤه الأربعة ووالداه.

"بحب الشعر من وأنا صغير قرأت لأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وغيرهم كتير". 52 عاماً هي عمر سيد الآن، لم ينسَ حلمه الذي تركه يوم مغادرته المدرسة، فردّد قصائد عن الوطن وحب النبي، وألقاها على أسرته ورفاقه وجيرانه.

سيد حسن

 

منذ نحو 13 عاماً التحق الخمسيني بالعمل في هيئة النظافة بالأقصر، وبعد افتتاح طريق الكباش بيوم واحد، كان رفقة مكنسته وعربته الصغيرة ليقوم بعمله في تنظيف المدينة، وأثناء تواجده بالقرب من معبد الكرنك رفقة عدد من زملائه، فجأة تحدث أحد زملائه بصوت مرتفع وأشار إلى أحد المارة قائلاً: "ده الموسيقار نادر عباسي".

لم يتردد سيد وأسرع تجاهه، هو يدرك اسمه جيداً لكنّه لم يتأكد من ملامحه، فقرر سؤاله بنفسه، وصل سيد وألقى على الموسيقار سؤالاً: "هو حضرتك الموسيقار نادر عباسي.. أنا سيد عامل نظافة بس بكتب شعر وقصائد"، لم يتوقع العجوز الإجابة والتي كانت بالنسبة إليه مفاجأة فأخبره العباسي أن يلقي بعضاً من قصائده عليه.

 

 

"يا مصر فيكي يا مصر فيكي كل شيء يناديكي يا مصر فيكي أولياء الله وسيدنا النبي والرب يراعيكي، الأجنبي فيكي بيصنع كتاب بيزينه فيكي وليكي"، أثناء إلقاء سيد قصيدته كان نادر عباسي، يسجل بهاتفه المحمول كلمات هذا العجوز البسيط، وبعدما انتهى من إلقائه أخبره عباسي أنّه رجل عظيم، ووعده بأنّه سيمنحه فرصة الظهور على شاشات التليفزيون وإلقاء قصائده أمام المصريين جميعاً.

"أنا كنت مدفون في التراب والله العظيم"، سيد الأب البسيط لثلاثة من الأولاد اثنان منهم في المرحلة النهائية بالجامعة أحدهم الأول على دفعته، يعمل منذ السابعة صباحاً حتى الثانية ظهراً، يدعو الله بالستر دائماً، لم يتوقع أن يتحقق حلمه ويسمعه الكثيرون بعد تلك السنوات، وبالفعل أوفى نادر عباسي بوعده وأطلّ سيد على شاشة التلفزيون، وألقى قصائده أمام المصريين جميعاً، ليضرب المثل في السعي نحو الحلم.







أضف تعليقك