الجثمان في المستشفى.. نعي "فيسبوك" يفجع أهل "فريد"


صباح السبت رنّ هاتف الأخ الأكبر لفريد، أخبره المتصل أن السيل خطف شقيقه وهو بالخدمة.. لم يفهم الأخ ما تحدَّث به المجهول على الجانب الآخر من الهاتف؛ نظراً لضعف الشبكة التي انقطعت بعد لحظات من بداية المكالمة. حاول الأخ إعادة الاتصال بالرقم الذي تلقى منه مكالمة للتو؛ لكنه فشل في الأمر، فتسلل القلق إلى قلبه؛ خوفاً على شقيقه، فأسرع بالاتصال بعدد من أصدقائه الموجودين بأسوان؛ في محاولة منه للاطمئنان، لكن بعد دقائق تفاجأ باتصال آخر من أحد زملاء فريد يخبره أن جثمان أخيه في المستشفى الجامعي بأسوان.



ابنكم مات.. اتصال يفجع أسرة "إبراهيم" شهيد السيول بأسوان


"خلصت الحكاية وخلاص احنا في آخرها".. كانت آخر كلمات الفتى العشريني إبراهيم البدري، الخميس الماضي، الذي احتفل على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بقرب انتهاء خدمته العسكرية بعد عام قضاه داخل قوات الأمن المركزي في محافظة أسوان، كان سعيداً لأنه سيحصل على شهادة انتهاء الخدمة خلال أيام، لكن القدر شاء أن يعجِّل بها.



خاص| انفجار الطالبية.. موت وخراب ديار


على رصيف شارع لا يتجاوز مترين بإحدى حارات منطقة الطالبية في محافظة الجيزة، افترش الأب وصغاره الأرض رفقة بعض الأشياء البسيطة التي استطاعوا الفرار بها من أسفل الأنقاض، 72 ساعة مرت على تلك الأسرة كسنوات، فأمام أعينهم هُدم منزلهم وفقدوا اثنين من عائلتهم، لكنّ الوجع الذي ألمّ بتلك الأسرة المصرية لم ينتهِ بعد، فالشارع بات مأواهم الوحيد الآن.



المكتشفون الأصليون| بعد 99 عاماً.. حكايات لم تروَ من قبل عن مقبرة توت عنخ آمون


الرابع من نوفمر عام 1922، كان يوم خروج الفرعون الصغير "توت عنخ آمون" من خبيئته بوادي الملوك والملكات بجنوب مصر.. على مدار 99 عاماً، اقتبس كثيرون حول العالم حكايات عن رحلة الخروج ما بين كتب وأفلام سينمائية ووثائقية، من مذكرات المكتشف الإنجليزي هوارد كارتر، الذي سُجِّل الاكتشاف باسمه في ما بعد.



بعد 72 سنة.. الكشف عما أخفاه كارتر على باب مقبرة توت عنخ آمون


جلس العجوز التسعيني وسط عدد من الأطفال يسرد لهم حكايات عفَّى عليها الزمن؛ لكن الأطفال أنصتوا إليه بشغف كبير، بل وبدا الانبهار على ملامحهم.. ومن بين الحكايات التي سردها العجوز للأطفال كانت رحلة خروج الملك، الرحلة التي خاضها مع العديد من أبناء بلدته في الجنوب، وبدأت بفأس ومقطف، حتى انتهت بالوصول إلى الكنز الكبير.



ضوء الشمس نقطة البداية.. جثة ممسكة بحبل على باب مقبرة الفرعون الصغير


في الخامسة فجراً، حمل "محمد" فأسه ومقطفه وغادر إلى وادي الملوك؛ حيث محل عمله.. وبعد ساعات من العمل تساقطت قطرات عرقه بغزارة تحت أشعة شمس الجنوب الحارقة، جلس الشاب أسفل صخرة للحصول على قسط من الراحة، شرد بذهنه متذكراً حكايات والده في طفولته عن جده الذي حقق إنجازاً كبيراً على أرض الوادي التي يجلس عليها الآن، حينما أسهم في اكتشاف كنز الفرعون الصغير.



العالم خلَّد ذكراه.. عائلة "عبد الرسول" المكتشف الأصلي لمقبرة توت عنخ آمون


تسارعت دقات قلب الفتى ذو الثانية عشرة عاماً أثناء صعوده الجبل، كان يتحرك في طريقه ببطء رفقة حماره الذي حمل على ظهره جُرَّتَين إحداهما للمياه والأخرى للطعام، يأمل أن يصل مبكراً رغم مشقة الطريق الجبلي، فوالده ينتظره ليروي ظمأه بالماء وتناول كسرات الخبز والجبن، بعد يوم عمل شاق في رحلة البحث عن الكنز المدفون.



آخر الخط | كابوس الرحلة الأخيرة لضحايا ميكروباص الأوسطي


أُغلق الباب وانطلقت السيارة نحو وجهتها من شمال مصر إلى جنوبها، أشخاصاً غرباء جمعتهم رحلة واحدة، كلٌ منهم يسير نحو هدف بعينه، شاب يشتاق للقاء أمه بعد غياب، وآخر ترك عائلته خلفه بحثاً عن مصدر رزق لهم، وسيدة رافقت طفلتيها لحضور عرس شقيقها.



مات الجد والابنة والحفيدتان.. ميكروباص الأوسطي حوَّل رحلة الفرح إلى كابوس


كانت أسرة جميل صادق تستعد لحفل زفاف نجلها الأكبر نادي، الأحد المقبل، الجميع في انتظار وصول الأب والابنة الكبرى وطفلتَيها الصغيرتَين.. لحظات معدودة وتبدّلت الحال في منزل عم جميل، وبدلاً من وصوله رفقة ابنته للاحتفال، وصلوا جميعاً في صناديق خشبية، ليتحول الفرح إلى مأتم.



قالوا هنركب وجايين.. السواد يخيِّم على قرية الشقيقَين ضحايا ميكروباص الأوسطي


تسلل الموت إلى قرية عرب أبو كريم التابعة لمحافظة أسيوط، ارتدت نساؤها الملابس السوداء، وعلا الحزن ملامح أبنائها؛ فقد فقدت للتو البلدة 7 من خيرة رجالها، خرجوا يسعون نحو رزقهم، حتى رافقهم الموت أثناء رحلة العودة إلى أحبائهم بعد فترة غياب طويلة. قرر الشقيقان سيد وعبد الغفار، أن يذهبا إلى مدينة وادي النطرون للعمل في إحدى مزارعها؛ الأخ الأكبر سيد البالغ من العمر 47 عاماً، وشقيقه عبد الغفار صاحب الـ41 عاماً، كلاهما كان يعمل في ليبيا كغيره من أبناء قريته؛ لكن الأحداث لم تساعدهما على الاستمرار فحملا حقائبهما وعادا إلى بلدتهما بحثاً عن مصدر رزق بها.