أينما تكونوا تدرككم الحرب.. مواطنون عرب كُتبت عليهم المعاناة


ربما كانت لعنة بعض الرمال العالقة على أحذيتهم، أثناء الرحيل والخذلان من بلاد حملت معها رحى الحرب الدائرة لسنوات، كفيلة بنقل المعاناة إلى أرض أخرى، أو ربما هكذا جاء على صفحة أقدارهم أن يعايشوا أزمات العالم ليكتبوها في مذكراتهم، ليتوارث أجيالهم هذه المخطوطات من حروب ودماء علّ من يأتي مستقبلاً يعي آثار تلك الأتربة العالقة في الأقدام.



هروب مرهون بالجنسية.. حكاية طبيب عراقي يواجه الموت بأوكرانيا


في عام 1992، قرر المواطن العراقي حسن العبيدي، بعد حصوله على شهادته الثانوية، دراسة الطب؛ فعقد العزم على السفر خارجًا، متوجهًا نحو أوكرانيا التي اشتهرت بجامعاتها الطبية. نجح الفتى في السفر إلى وجهته الجديدة وتخرج عام 2000 ليرسم لنفسه مستقبلاً بعيداً عن وطنه الأم الذي طالته ويلات الحرب، لكنّه لم يُدرك أن تلك الحرب ستحاصره بداخلها.



لو خرجت هارجع لأمي.. مواطن سوري فر من حرب سوريا لتلحق به في أوكرانيا


31 عامًا قضاها الكردي جينكيز خارج سوريا، لم يسلم من مُلاحقة الحرب في وطنه فهرب تاركًا خلفه عائلته باحثًا عن وطن آخر؛ لكن الحرب أدركته في أرضه الجديدة.. ورغم رفضه الهروب هذه المرة، فإنه لم يسلم أيضًا من فقدان عائلته التي خرجت إلى أوروبا وتركته وحيدًا يواجه نيران الروس.



الصنعاني.. هرب من حرب اليمن فأجبر على التجنيد في أوكرانيا


بين ليلة وضُحاها تبدَّلت حال وليد وشقيقه، فقبل سنوات هربا من حرب اليمن نحو وجهة أكثر أمانًا؛ رافقتهما في تلك الرحلة أحلامٌ سعوا لتحقيقها ونسيان آثار الماضي.. دمار وخراب حوَّلا وطنهما "اليمن السعيد" إلى مكان تُرصف شوارعه بدماء أبنائه، لكنَّ القدر شاء أن يعيش الشقيقان مرارة الحرب مرة ثانية في وطنهما البديل.



لعنة الأرض.. فلسطيني يحمل السلاح دفاعاً عن منزله في أوكرانيا


بحثًا عن أرضٍ جديدة يقول عنها "وطني"، خرج صاحب الـ40 عامًا قبل سنوات ليُفتش عن منزل جديد بالقارة العجوز لا تطوله فيها صواريخ إسرائيل، فُراق الوطن لم يكن سهلًا على الفلسطيني الذي قضى العديد من سنوات عمره حاملًا بيده حجارة يُقاوم بها مُحتلاً لأرضه، لكن الحرب أبت أن تتركه فأدركته في مكانه.



على أمل العودة.. حيرة المصير لأبناء المسافات البعيدة تحت نيران الحرب


في فجر الخميس الرابع والعشرين من فبراير، بينما كان البعض يُتابع أخبار الحرب بترقب وتعاطف؛ كان هناك آخرون تحولت منازلهم إلى بكاء وعويل خوفاً على أبنائهم الذين يُنازعون الموت تحت نيران الروس.



تحت القصف الروسي.. أسرة محمد تحلم بعودة ابنها لأرض الوطن


الوضع لم يختلف كثيرًا لدى أسرة الشاب اللبناني محمد تاراف، كغيرها من الأسر العربية، التي عاشت لحظات قاسية خوفًا على أبنائها، فالطالب بالفرقة الثالثة من كلية الطب بجامعة خاركيف الأوكرانية، قرر البحث عن حلمه وحلم والده بالسفر خارجًا، ورغم الظروف الصعبة التي تعيشها الأسرة في مدينة صور إحدى محافظات الجنوب، لكنّهم كانوا مطمئنين على نجلهم في الجانب الآخر من البحر، حتى حدث ما لم يتوقعه أحد.



الهروب إلى مترو الأنفاق.. الرعب يجتاح أسرة مريم بسبب الطائرات الروسية


في مدينة الدار البيضاء بوسط المغرب تعيش أسرة الطالبة مريم، الفتاة التي تدرس في الفرقة الرابعة بكلية الطب جامعة خاركوف الوطنية الطبية، قبل بداية الحرب كانت الابنة الصغرى للأسرة تتواصل معهم بشكل دائم لكن في الساعات الماضية تبدّل الحال.



ويلات الحروب.. أسرة هديل تخشى المصير المجهول


واجهت هديل، في سنوات طفولتها الأولى ويلات الحرب وفي شبابها لم يختلف الوضع كثيرًا، حتى جاء الوقت للبحث عن مكان آمن للحياة، فغادرت وطنها بحثًا عن سُبل النجاة من ناحية والمستقبل من ناحية أخرى فلاحقتها الحرب إلى مُستقرها الجديد.



للنجاة من صواريخ الروس.. أسرة عمر تصلي لعودة ابنها


6 سنوات قضاها الفتى بمدينة خاركوف الأوكرانية أو كما يطلق عليها مدينة العلم، خلال تلك المدة كانت الأم تعيش لحظات من الخوف والقلق وبين الحين والآخر تطلب منه العودة إلى أحضانها وتحقيق حلمه بجوارها، لكن حلم الفتى كان أكبر من أي شيء آخر حتى دقت ساعات الحرب وأصبح وحيداً في بلد غريب دون مأوى آمن.