باستثمارات 3.5 مليار جنيه.. فوز تحالف عالمي بتطوير مجمع التحرير

تطوير مجمع التحرير
تطوير مجمع التحرير



انطلاقا من جهود الدولة لتطوير واستثمار أصولها غير المستغلة وتعظيم الفائدة الاقتصادية منها بما يعود بالنفع على الاقتصاد القومي، شهد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء مراسم توقيع اتفاقية مع التحالف العالمي الفائز بتطوير وإعادة تأهيل مجمع التحرير بحضور الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية رئيس مجلس إدارة صندوق مصر السيادي وأيمن سليمان الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي.

تحالف عالمي

ويضم التحالف الأمريكي الفائز مجموعة "جلوبال فينتشرز" ومجموعة "أوكسفورد كابيتال" بجانب شركة "العتيبة للاستثمار"، وجاء توقيع الاتفاق بعد عملية طرح استهدفت جذب مطورين وشركاء من كل أنحاء العالم متخصصين في إعادة تأهيل وتطوير المباني التاريخية.

وكانت مصر استقبلت 7 تحالفات عالمية لتنفيذ المشروع تمّت تصفيتهم إلى ثلاثة تحالفات ليفوز التحالف الأمريكي بأفضل عرض فني ومالي، بالإضافة إلى ما يتمتع به التحالف من سابقة أعمال ثرية لتطوير مجموعة من المباني التاريخية في أمريكا وأوروبا.

ووقّع اتفاقية اختيار التحالف الأمريكي الفائز كل من المهندس عمرو إلهامي المدير التنفيذي لصندوق مصر الفرعي للسياحة والاستثمار العقاري وتطوير الآثار وراندال لانجر رئيس مجلس إدارة مجموعة "جلوبال فينتشرز" وجون راتليدج رئيس مجلس إدارة مجموعة "أوكسفورد كابيتال"، وعمرو شكري رئيس قطاع تطوير الأعمال بشركة "العتيبة للاستثمار".

ويصل إجمالي الاستثمارات التي سيتم ضخها في عملية التطوير إلى أكثر من 3.5 مليار جنيه، حيث تنبع أهمية تطوير مجمع التحرير من قيمته التاريخية والرمزية لدى الشعب المصري كونه الموقع الحكومي الأكثر شهرة في وسط القاهرة بميدان التحرير.

وتتضمن إستراتيجية الصندوق السيادي، في هذا الشأن تطوير المبنى ليكون متعدد الاستخدامات "فندقي - تجاري - إداري - ثقافي" وليتناغم مع طبيعة وجهود التطوير التي تقوم بها الدولة في منطقة وسط العاصمة والقاهرة الخديوية.

11111111111111111

تشجيع الاسثمار

وفي هذا الإطار أكدت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط رئيس مجلس إدارة الصندوق السيادي أن الاتفاق مع مستثمر عالمي يعكس إستراتيجية الصندوق السيادي في تطوير واستغلال الأصول لتحقيق أعلى العوائد، مشيرة إلى أن توقيع إتفاقية تطوير وإعادة تأهيل مجمع التحرير مع تحالف يضم 3 من كبرى الشركات الدولية المتخصصة في تطوير المباني التاريخية في العواصم الكبرى جاء بعد عملية طرح عالمي تنافست فيها كبرى الكيانات المحلية والعالمية التي تسعى لدخول السوق المصرية لأول مرة.

وأوضحت السعيد أن هذا الاتفاق جاء على الرغم من الظروف الاقتصادية العالمية، بما يعكس الثقة الدولية التي يتمتع بها مناخ الاستثمار المصري، مضيفة أن إستراتيجية صندوق مصر السيادي مِن شأنها وضع مصر في المكانة الاستثمارية التي تستحقها، من حيث جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والحرص على تلبية احتياجات المستثمرين،وذلك من خلال بنية تحتية متطورة وإصلاحات اقتصادية وهيكلية تستهدف خلق بيئة استثمارية جاذبة مما يضمن تحقيق التنمية المستدامة المنشودة.

وأكدت رئيس مجلس إدارة الصندوق السيادي أن مصر تخطو حاليا خطوات واسعة نحو تحقيق مزيد من الإنجازات طبقا للخطط التنموية المقررة، وذلك تحقيقًا لـ" رؤية وإستراتيجية مصر 2030 للتنمية المستدامة".

من جانبه أوضح أيمن سليمان الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي أنه باختيار التحالف الأمريكي الفائز يبدأ مجمع التحرير رحلة جديدة بعد انتهاء مهمته كمبنى حكومي عريق وعلامة مميزة في قلب القاهرة ويتحول إلى مبنى متعدد الاستخدامات يجتذب السياحة العالمية وكبرى الشركات العالمية والإقليمية ولتكون خطة تطوير المجمع وإعادة هيكلته نموذجا في إعادة استغلال أصول الدولة المصرية.

وأكد الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي أن عملية تطوير وإعادة تأهيل مجمع التحرير قامت على منهج علمي من خلال دراسة سوقية قامت بها شركة كوليرز العالمية لوضع أفضل تصور لاستخدام واستغلال المبنى مع تحقيق أعلى عائد وبما يتماشى مع رؤية وخطة الدولة وتطلعاتها في تنمية منطقة وسط العاصمة.

88888888888888

ترحيب دولي

أما أعضاء التحالف الفائز فقد أكدوا خلال لقائهم بالدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء على سعادتهم بالفوز بعقد تنفيذ هذا المشروع، لاسيما في ضوء قيمته التاريخية وموقعه المتميز في قلب القاهرة وقربه من الأماكن الأثرية، وهي الميزة التي يتفرد بها مقارنة بالمشروعات التي نفذتها شركات التحالف حول العالم، ما سيجعل منه مقصداً سياحياً متميزاً محلياً وعالمياً.

وفي هذا الصدد، استعرض أعضاء التحالف الفائز، التصور الخاص بتطوير واستغلال مجمع التحرير، وما يتضمنه من تحويل المجمع إلى مركز يضم فندقاً عصرياً، تم تصميمه بعناية ليحافظ على أصالة المكان وقيمته التاريخية والثقافية، فضلا عن تأهيل الدور العلوي للمجمع ليوفر إطلالة متميزة على نهر النيل ومدينة القاهرة. 

وأكد أعضاء التحالف أن إعادة إحياء مجمع التحرير، سوف يصبح عنصراً محفزاً وجاذباً للعديد من الاستثمارات في المنطقة، وسيمثل نقطة البداية لشراكات أكبر مع الحكومة المصرية في الفترة المقبلة.

وفي نفس السياق، قال راندال لانجر رئيس مجلس إدارة مجموعة جلوبال فينتشرز: "سعداء للغاية بدخول السوق المصرية لأول مرة بمثل هذا المشروع الاستثماري الضخم، ونأمل أن نساهم في تطوير المبنى التاريخي بما يليق بمكانته وأهميته لدى الشعب المصري".

وأضاف أن مشروع مجمع التحرير يُعد هو الخطوة الأولى وباكورة استثمارات المجموعة في مصر، ولكنها لن تكون الأخيرة في ظل التطورات الملحوظة التي تشهدها السوق المصرية والإنجازات الكبيرة التي تحققت في السنوات الأخيرة.

من جانبه ، أعرب جون راتليدج المؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة "أوكسفورد كابيتال" عن سعادته بالتعاون ومستوى الاحترافية العالية التي تعامل بها الصندوق السيادي في المراحل كافة، قائلا: "نأمل أن تساهم خبراتنا الفندقية الواسعة في تطوير الأصول التاريخية كأكبر مطور فندقي، بل وتحقيق قيمة مضافة لهذا المبنى العريق ليكون دوما علامة رئيسية في شوارع القاهرة.. ننوي أن يضم المبنى الجديد أحدث التكنولوجيات وأفضل ممارسات الضيافة العالمية ليكون نقطة فارقة في تاريخ صناعة الفندقة في مصر".

في حين قال المهندس عمرو شكري رئيس قطاع تطوير الأعمال بشركة العتيبة للاستثمار إن مهمة تطوير وإعادة تأهيل مجمع التحرير تمثل قيمة مضافة ستثري سابقة أعمال كافة الأطراف المشاركة، مؤكدا على ثقته في الخبرات الواسعة لشركته في مجال الاستثمار والتي ستؤهلها لجذب المزيد من الاستثمارات في مختلف القطاعات إلى مصر، حيث تستهدف الشركة جذب مشروعات بمليارات الدولارات في العامين المقبلين.

77777777777777777

اهتمام رئاسي

وتأكيدا على أهمية المشروع ، كان الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية قد استعرض خلال الأيام الماضية الأنشطة الاستثمارية لصندوق مصر السيادي والمشروعات المستهدفة فى مختلف القطاعات، وعلى رأسها الاستثمار العقارى، حيث تم استعراض الأصول التى تم نقلها للصندوق على مستوى الجمهورية وخطط تطويرها على النحو الأمثل، وأبرز هذه المشروعات هو تطوير مجمع التحرير بالشراكة مع أعرق الخبرات العالمية المتخصصة فى تطوير المبانى التاريخية بالعواصم الكبرى.

ووجه الرئيس السيسى بمواصلة قيام صندوق مصر السيادي بدراسة ممتلكات وأصول الدولة غير المستغلة علي النحو الأمثل، والعمل على تطويرها وتعظيم العائد منها لضمان استدامة استثماراتها للأجيال المستقبلية، كذلك بتعزيز جهود ودور الصندوق لجذب الاستثمارات لصالح الاقتصاد الوطني.

ويأتي ذلك تحقيقا لأهداف استراتيجية الدولة التنموية التي تعتبر القطاع الخاص شريكا أساسيا في مسيرة التنمية، وبما يتوافق مع خطة الإصلاح الهيكلية للاقتصاد والقطاعات ذات الأولوية في هذا الإطار، خاصة توطين وتعميق الصناعة والتكنولوجيا والتحول الرقمي لإيجاد كيانات محلية رائدة في مختلف المجالات، إلى جانب قطاعات الزراعة والخدمات والمرافق والنقل والتخزين والصحة والتعليم والسياحة.

تطوير المجمع

وكانت عملية طرح المشروع منافسة قوية بين التحالفات المتقدمة وتم اختيار التحالف الأمريكي الفائز بعد المرور بالعديد من الخطوات التي تضمنت دراسة جميع العروض المالية والفنية المقدمة، ليتم اختيار العرض المالي والفني الأفضل، وعرضه وتقييمه من قِبل عدد من اللجان المتخصصة، سواء تلك التابعة لصندوق مصر السيادي، أو غيرها من اللجان المختلفة.

ويتوافق العرض الذي تقدم به التحالف الفائز مع استراتيجية الصندوق التي تهدف إلى المساهمة في التنمية الاقتصادية المستدامة، ولك من خلال إدارة الأصول وتحقيق الاستغلال الأمثل لها وفقًا لأفضل المعايير والقواعد الدولية لتعظيم قيمتها واستدامتها من أجل الأجيال القادمة.

عمليات التطوير التي يقوم بها صندوق مصر السيادي تشمل إيضا إعادة استغلال المباني الأثرية ، وفي هذا الإطار أوضح أيمن سليمان الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي أن رؤية الصندوق تعتمد على استغلال منطقة باب العزب الأثرية من خلال إعادة طرحها للمجتمع الاستثماري بشكل يتضمن تطوير النشاط التعليمي والأكاديمي، بالإضافة إلى النشاط الثقافي لخلق نشاط مستدام للإبداع والتصميم في مصر بنظام حق الانتفاع.

وأكد خبراء أن عملية إعادة استغلال مجمع التحرير من خلال شريك لديه الملائمة المالية المناسبة ستسهم في تحويله إلى مكان لجذب مجتمع الأعمال في منطقة وسط البلد، خاصة في نشاط ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.

الموقع الاستراتيجي والمكانة العريقة لمجمع التحرير ستجعلان منه مشروعا جاذبا ونموذجا يحتذي به في تطوير المباني الحكومية الأخري ، خاصة بعد إعادة افتتاح ميدان التحرير بعد تحديثه وهو ما سيزيد من القيمة السوقية للمجمع والمباني المحيطة به ويجعلها منطقة جذب سياحي بسبب شهرة الميدان وموقعه المتميز.

خبراء آخرون أوضحوا أن الدولة أصبح لها رؤية مغايرة لاستثمار الأصول الموجودة بإسناد إدارتها لصندوق سيادي يتسلح بأحدث أساليب الإدارة ويملك مرونة كبيرة تحتاجها أسواق التجارة والاستثمار وحرية أكبر في اتخاذ القرارات بعيدا عن البيروقراطية.

 ويبرهن مشروع تطوير مجمع التحرير على أن هناك تغييرا جذريا في إدارة المال العام في مصر ، كما أن النجاح في تسويق المجمع سوف يكون عنصر جذب قوي لمستثمرين آخرين وسيكون بوابة أو نموذجا يتم التسويق من خلاله لفكر الإدارة الجديدة في مصر. 

ويعكس طرح مجمع التحرير أمام المستثمرين حسن إدارة واستغلال الأصول التي تنطوي علي قيمة عقارية وحضارية واستثمارية هائلة سوف تجذب شركات كبري بما يساهم في تنويع مصادر الدخل وتحقيق التنمية المستدامة والاستقرار الاقتصادي، كما تعتبر فكرة تطوير المجمع خطوة مهمة في سبيل تحقيق أهداف الصندوق السيادي المصري.

والهدف من تطوير مجمع التحرير هو العودة بالنفع على الدولة وتقديم قيمة مضافة للميدان نفسه، إضافة الى رفع قيمة المبنى وجعله أكثر جذبًا للمستثمرين.

555555555555555

استغلال الأصول

 وفي هذا السياق أكدت وزيرة التخطيط أهمية وجود تنويع في استخدامات المبنى لضمان وجود عائد مستمر سواء من المكون الفندقي أو المكون التجاري بالمبنى، حيث تعد منطقة التحرير هي منطقة جذب قوية للمكاتب والشركات ويرجع ذلك إلى موقعها المتوسط بين شرق وغرب القاهرة.

 وتستهدف الدولة من عملية تطوير مبنى مجمع التحرير بوسط القاهرة، بالتعاون مع صندوق مصر السيادي تحويل المبنى ليصبح منشأةً متعددة الأغراض، تتناغم مع طبيعة وجهود التطوير في منطقة وسط العاصمة والقاهرة الخديوية.

ويأتي تطوير مجمع  التحرير ضمن رؤية الدولة للاستفادة من أصول الوزرات والجهات الحكومية عقب نقل الموظفين للعاصمة الإدارية، ولذا تطوير المجمع من صميم استراتيجية عمل الصندوق السيادي الذي يعمل على تطوير الأصول وتعظيم العائد منها، والحفاظ على حقوق الأجيال المقبلة في ثروات مصر وفقا لأحدث الأساليب العلمية للاستثمار وتحقيق أعلى درجات الاستفادة من الأصول غير المستغلة.

وارتباطا بذلك تم حصر 3700 مبني من الأصول غير المستغلة للدولة في 27 محافظة على ثلاث مراحل انتهت بنهاية يونيو 2019، وتم تسجيل بيانات 24 محافظة بالمنظومة الإلكترونية للحصر، ويتم التحديث أولاً بأول، كما تم البدء بحصر الأصول غير المستغلة المملوكة لعدد 30 وزارة على مرحلتين بداية من نوفمبر 2019، وتم تسجيل أصول 5 وزارات وجار استكمال البقية، وشمل ذلك حتى الآن حصر 3692 أصلا، وتسجيل 3273 منها في عدد 24 محافظة و 5 وزارات.

وهذه ليست أول مرة يخضع مجمع التحرير للتطوير، حيث سبق وتم تنفيذ مشروع لإزالة التعديات والأضرار التي لحقت بالمبنى عقب 25 يناير 2011، وتم تطوير واجهة المبنى وإعادتها إلى أصلها عبر إزالة طبقات الطلاء القديمة واستعادة الواجهة القديمة المبنية من الحجر الصناعي، بتكلفة بلغت 4 ملايين جنيه وفقا للأرقام الرسمية.

ويعود تاريخ بناء مجمع التحرير إلى بداية الخمسينيات من القرن الماضي، حيث تم إنشائه بموجب تكليف ملكي كأول مبنى إداري يضم دواوين الحكومة في مصر وحمل اسم "مجمع الحكومة"، صممه المهندس محمد كمال إسماعيل عام 1951 ويتكون من 14 دورًا، وكانت تكلفة إنشائه قرابة 2 مليون جنيه وقتها، وقد تم بناؤه على مساحة 28 ألف متر، وارتفاعه 55 مترا وبه 1356 حجرة، ويتميز بالصالات الواسعة والمناور والنوافذ العديدة والممرات الكثيرة بكل دور، ثم تم تغيير اسمه فيما بعد لـ"مجمع التحرير" حاليا وهو مبنى إداري يضم مكاتب تابعة لهيئات حكومية مختلفة.

إذن وبلا شك فإن تطوير مجمع التحرير يعد خطوة جديدة لتعظيم موارد الدولة والحفاظ على المباني التراثية والاهتمام بالقاهرة الخديوية حيث تم تطوير العديد من المباني بمنطقة وسط القاهرة وهو الأمر الذي يحقق للدولة العديد من المكاسب الاقتصادية والفرص الاستثمارية.

777777777779999999999







أضف تعليقك