أوميكرون وقرار "أوبك+" يعمقان خسائر النفط

أوبك +
أوبك +



يبدو أن المكاسب الكبيرة التي حققتها أسواق النفط خلال الفترة الماضية لم تعد متاحة في المستقبل القريب على الأقل، فمرحلة الصعود للذهب الأسود أوقفها تحالف "أوبك+" بإعلانه الاتفاق على المضي قدما في الزيادة المزمعة في إنتاج النفط في يناير المقبل بقيمة 400 ألف برميل يوميا.

واتخذ تحالف"أوبك+" قراره بالرغم من المخاوف من أن يؤدي سحب الولايات المتحدة من احتياطياتها من الخام والسلالة الجديدة من فيروس كورونا " أوميكرون" إلى انهيار جديد في الأسعار.

وتراجعت أسعار مزيج برنت إلى نحو 70 دولارا للبرميل انخفاضا من مستوياتها المرتفعة عندما تجاوزت 86 دولارا لتسجل أعلى مستوى في ثلاث سنوات.

وفي الشهر الماضي سجلت الأسعار أكبر انخفاض شهري منذ بداية جائحة كورونا، بعد أن أثار المتحور أوميكرون المخاوف من حدوث تخمة في المعروض النفطي.

النفط

سياسات أوبك+

ويعترض "تكتل أوبك+"، الذي يضم المنتجين الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاءها على المطالب الأمريكية بزيادة إنتاج النفط لدعم الاقتصاد العالمي.

وقال المنتجون بالتحالف ومن ضمنهم روسيا إنهم لا يريدون عرقلة التعافي الهش، الذي شهدته صناعة الطاقة بالتسبب في تخمة جديدة في المعروض.

ومنذ أغسطس الماضي، عمد تكتل أوبك+ إلى زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل في اليوم شهريا، في إطار الرجوع تدريجيا عن تخفيضات الإنتاج القياسية التي اتفق عليها المنتجون في 2020 عندما هوى الطلب على النفط بفعل الجائحة.

وقد توقعت أوبك حدوث فائض في المعروض قدره ثلاثة ملايين برميل في اليوم، في الربع الأول من العام 2022، بعد السحب من الاحتياطيات، وذلك ارتفاعا من 2.3 مليون برميل يوميا في تقديراتها السابقة.

وفي حالة حدوث تخمة في المعروض قد تؤثر على الاسعار، قال ديفيد تيرك نائب وزير الطاقة الأمريكي إن إدارة الرئيس جو بايدن قد تعدل توقيت السحب من الاحتياطيات إذا انخفضت الأسعار بشدة.

ومع ذلك جاء إنتاج منظمة أوبك النفطي، في نوفمبر أقل من المستهدف من جديد إذ يواجه بعض أعضاء المنظمة صعوبات في زيادة القدرة الإنتاجية.

نفط

موقف واشنطن

وفي رد فعلها على هذا القرار، رحبت واشنطن بإعلان تحالف "أوبك+"، باستمرار تنفيذ زيادة الإنتاج المقررة خلال الشهر المقبل، وأكدت استمرارها في تنفيذ قرارها بالسحب من الاحتياطيات.

هذا التأكيد عبر عنه البيت الأبيض بالقول إن الولايات المتحدة ليس لديها خطط لإعادة النظر في قرارها بالسحب من احتياطيات الخام.

من جانبه، قال محمد عرقاب وزير الطاقة الجزائري إن أساسيات سوق النفط مرنة رغم ظهور المتحور الجديد "أوميكرون"، واللجوء إلى استخدام الاحتياطيات الاستراتيجية.

وأدى الإعلان عن زيادة 400 ألف برميل يوميا في يناير المقبل إلى هبوط الأسعار وسط توقعات من عدد من الخبراء بتراجعات أخرى في المستقبل.

يأتي القرار على وقع التقلبات الكبيرة في أسعار النفط الخام عقب طرح جزء من الاحتياطيات النفطية الأمريكية في السوق لدعم الاقتصاد العالمي وكبح جماح أسعار الخام وهي الخطوة التي اعترض عليها بشدة  تكتل أوبك+ هذا بجانب مخاوف من تداعيات متحور فيروس كورونا الجديد أوميكرون على الاقتصاد العالمي.

وفي الشهر الماضي سجلت الأسعار أكبر انخفاض شهري منذ بداية جائحة كورونا بعد أن أثار المتحور أوميكرون المخاوف من حدوث تخمة في المعروض النفطي.

وكان تكتل "أوبك+" قاوم بشدة المطالب الأمريكية بزيادة إنتاج النفط بوتيرة أسرع لدعم الاقتصاد العالمي خشية أن تلحق تخمة المعروض ضررا بالتعافي الهش في قطاع الطاقة.

وطالبت واشنطن مرارا أوبك وحلفائها بزيادة الإنتاج مع ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة وانخفاض شعبية الرئيس جو بايدن بسبب ارتفاع التضخم لمستويات كبيرة.

نفط

متحور كورونا

وحتى قبل ظهور المخاوف من المتحور الجديد "أوميكرون" كان تكتل "أوبك+"، يدرس تداعيات إعلان الولايات المتحدة وغيرها من الدول الكبرى المستهلكة للنفط بشأن سحب كميات من احتياطيات النفط الخام لديها بهدف تهدئة الأسعار في الأسواق.

قال خبراء في أوبك+ إن تأثير "أوميكرون" مازال غير واضح رغم أن العديد من الدول بدأت في فرض عمليات إغلاق وقيود أخرى.

وفي العام الماضي، أجرت "أوبك+"، تخفيضات قياسية في الإنتاج بلغت 10 ملايين برميل يوميا، أي ما يعادل حوالي 10% من الإمدادات العالمية وتم تقليص تلك التخفيضات منذ ذلك الحين إلى حوالي 3.8 مليون برميل يوميا.

وبحسب وحدة الأبحاث الداخلية في منظمة أوبك من المتوقع ظهور فائض في أسواق النفط العالمية خلال الربع الأول من العام الحالي بمقدار 3 ملايين برميل يومياً، ويمكن أن يصل إلى 4.8 مليون برميل يومياً وفق السيناريو الأسوأ لتطورات الطلب على النفط.

وقال خبراء إنه برغم قرار تكتل أوبك+ بزيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل في اليوم شهرياً اعتبارا من يناير المقبل، إلا أنهم أوضحوا أن خطوة التكتل المقبلة ستظل معلقة وسط غموض يكتنف السوق تأثرا بالتداعيات التي قد يمكن أن يسببها تزايد الانتشار للمتحور الجديد لكورونا.

النفط

قلق في الأسواق

حالة الغموض عبر عنها ديامانتينو أزيفيدو وزير النفط الأنجولي بالقول إن "في هذه الفترة التي يكتنفها الغموض، من الضروري البقاء حذرين في مقاربتنا والاستعداد للاستجابة لظروف السوق".

نفس الشئ تحدّث عنه محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة أوبك بوجود تقدّم في مجال التعافي الاقتصادي العالمي، لكنّه شدّد على ضرورة اليقظة والانتباه لانعدام اليقين ولظروف السوق المتغيّرة بسبب المتحور أوميكرون.

ويرى آخرون أن السوق يمكن أن تشهد فائضا في المعروض في حالة عودة إيران إلى التصدير ورفع الحظر عنها حيث كانت تصدر ما يقرب من 3 ملايين برميل يوميا قبل 3 سنوات.

وفي ظل حالة الغموض في السوق يتوقع خبراء لدى بنك سوستيته جنرال أن تنخفض أسعار النفط الخام وتحديدا خام برنت نحو مستوى 64 دولارا للبرميل خلال العام المقبل.

وأشار الخبراء لدى البنك الفرنسي بأن الحركة الهبوطية لأسعار النفط ممتدة قليلا ولكن إشارات الارتداد لا تزال غير مرئية حتى الاَن، وأنه من المتوقع يستمر الهبوط في الأسعار حتى الدعم المحتمل التالي عند 64.60 دولار، وهو أدنى مستوى لأسعار النفط الخام منذ أغسطس الماضي.

 تراجع الأسعار

المحللون في بنك الاستثمار كريدي سويس اتفقوا أيضا مع خبراء بنك سوسيته جنرال بأن النفط الخام يحتاج مراقبه عن كثب بعد أن انخفض بالفعل بحدة إلى ما دون المتوسط المتحرك الرئيسي طويل الأجل لمدة 200 يوم عند 72.84 دولار، متوقعين أن ينخفض الذهب الأسود إلى 64.60 دولار.

وأضافوا بأن السوق فقد بعض الزخم الصعودي بسبب الانتكاسة الأخيرة وتوقعوا المزيد من التقلب خلال الشهر إلى 3 أشهر القادمة.

توقع تقرير حديث لشركة بلتون أن يشهد سعر النفط تراجع نتيجة المخاوف المتزايدة من متحور أوميكرون، مما يضغط على تعافي الطلب في 2022.

وأدى وصف منظمة الصحة العالمية متحور أوميكرون على أنه الأشد عدوى بين متحورات كورونا إلى زيادة مخاوف الطلب عالميا وسبب حالة من القلق في الأسواق، خاصة مع فرض عدد من الدول قيود على السفر مع الدول التي ظهرت بها حالات إصابة.

ونتيجة لهذه المخاوف على مستويات الطلب، تذبذب سعر خام برنت ما بين الانخفاض والارتفاع وهو ما يعكس حالة من القلق من جولة إغلاقات محتملة جديدة لعدد من اقتصاديات العالم.

وبرغم الضغط الأمريكي على تحالف أوبك+  لزيادة الإنتاج بمعدلات أكبر واللجوء إلى الإفراج عن 50 مليون برميل من الاحتياطيات الاستراتيجية للخام لخفض أسعار الوقود، توقع عدد من خبراء الطاقة أن يصل إنتاج أوبك إلى مستويات ما قبل الجائحة بنهاية عام 2022.

ومع استمرار المخاوف بشأن مستويات الطلب وزيادة التطورات المتعلقة بمتحور "أوميكرون" ، توقع خبراء أن يقوم تحالف "أوبك+" بزيادة الإنتاج بوتيرة أبطأ بنحو ٢٠٠ ألف برميل شهريا وذلك للحفاظ على مستويات الأسعار ومنعها من الانهيار.

نفط ليبيا







أضف تعليقك