مدينة السيارات العالمية.. حلم يتحقق للجميع
بهدف القضاء على العشوائية في أسواق السيارات الموجودة فى الشارع المصري وتخفيف الضغط عن شوارع قلب القاهرة، يأتي الاهتمام الكبير لمشروع إنشاء مدينة السيارات العالمية الذي يوليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، أهمية كبيرة؛ حيث وجه بتعزيز الجهود القائمة للانتهاء من هذا المشروع العالمي على طريق القاهرة- العين السخنة بصورة متكاملة؛ بحيث تضم جميع الخدمات اللازمة.
جاء ذلك خلال اجتماع السيسي مع اللواء أمير سيد أحمد، مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، واللواء أ.ح إيهاب الفار، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، واللواء أ.ح خالد فوزي، مدير إدارة المساحة العسكرية، وعدد من المسئولين؛ لمتابعة الموقف الإنشائي والهندسي لعدد من مشروعات الهيئة الهندسية على مستوى الجمهورية في جميع المحافظات، ومنها مدينة السيارات العالمية التي سيتم إنشاؤها خلال الفترة المقبلة.
مخطط المدينة
تقع مدينة السيارات العالمية على مساحة 57 فداناً، وتسع 4000 سيارة، وبها 6 ساحات انتظار مساحتها 12.5 فدان، وتحتوي على شبكة طرق داخلية و10 بوابات دخول تحصيل رسوم.
وتتضمن المدينة أماكن للخدمات الحكومية؛ مثل الشهر العقاري لتسجيل عمليات البيع، وأفرع للبنوك وشركات التمويل لتسهيل الائتمان، ومبنى للحماية المدنية والإسعاف ووحدات للمرور والشرطة والإطفاء.
ويوجد بمدينة السيارات مبنى يضم معارض للسيارات الجديدة وآخر للسيارات المستعملة ومراكز للخدمة وعدد من المطاعم ودورات المياه ومناطق عائلية.
وتشتمل المدينة الجديدة أيضاً على مراكز الفحص والصيانة وقطع الغيار وعدد كبير من المحلات التجارية والمباني الإدارية.

نقلة حضارية
وحول أهمية المدينة، قال اللواء حسين مصطفى خبير صناعة السيارات، إن المدينة الجديدة عبارة عن نقلة حضارية في اتجاه الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطن المصري؛ خصوصاً في مجال السيارات.
وأضاف مصطفى أن ما تحتويه هذه المدينة التي يتم تأسيسها من مكاتب إدارية مختلفة، تتيح التأكد من أوراق السيارات والكشف عليها والتأكد من صحتها وسلامة موقفها القانوني قبيل بيعها؛ بما يمنع عمليات النصب التي تحدث من البائع للمشتري.
وأكد خبير صناعة السيارات أن هذه المدينة ستتيح أيضاً الكشف على السيارة من خلال مراكز الخدمات لتقييم حالتها الفنية والتوضيح للمشتري القيمة الفنية والسعرية للسيارة في نفس المكان، كل هذا بجانب ما تحتويه من مناطق لوجستية كالمطاعم والكافتيريات ومباني الحماية المدنية، والتي قد تجعل العلاقة بين البائع والمشتري علاقة متكاملة.
خدمات متكاملة
وستتيح هذه المدينة التي تضم مجموعة متكاملة من الخدمات عالية المستوى للمشتري جميع أنواع السيارات سواءً المستعملة أو المعارض الجديدة ويقارن بينها في يوم واحد ويتخذ قراره للشراء، وهو ما يعد تسهيلاً له ورفع الخدمات المقدمة له، وذلك بجانب المكاتب والجهات الرسمية التي سيستطيع من خلالها الانتهاء من كل الأوراق المطلوبة في وقت قياسي.
وتسهم مثل هذا المشروعات الكبرى في توفير فرص عمل جديدة للشباب في مختلف المجالات؛ سواءً في الخدمات الفنية من محطات الكشف ومراكز الخدمة والبيع، أو الخدمات الإدارية المختلفة.

القضاء على العشوائية
ويقول أحمد أبو علي، الخبير الاقتصادي، إن الدولة المصرية حرصت خلال السنوات الـ7 الماضية على إزالة جميع أوجه العشوائية وعدم التخطيط في حياة المصريين بمختلف أشكالها، ومن أهم تلك النقاط إنشاء أول مدينة مصرية للسيارات بمعايير عالمية تنافسية.
وتقدّم مدينة السيارات خدمة محلية عالمية للقضاء على العشوائية في أسواق السيارات الموجودة في الشارع المصري وتخفيف الضغط عن شوارع القاهرة، وهو ما تقوم به الدولة الآن على قدم وساق؛ لإنهاء أعمال تلك المدينة وافتتاحها للجمهور.
ويعتبر تدشين المدينة أمراً مهماً يعكس مدى اهتمام القيادة السياسية بالنهوض بقطاع السيارات بالكامل.
فوائد المدينة
تتمتع مدينة السيارات العالمية بكل المقومات والإمكانات لخدمة قطاع عريض من المواطنين؛ حيث تجري الإنشاءات والتجهيزات على قدم وساق للتشغيل الرسمي.
باستمرار الأعمال في مشروع المدينة الجديدة يُكتب بذلك المشهد الأخير لسوق السيارات القديمة بمدينة نصر والتي أضرت المنطقة بالكامل بمشاهد عبثية على كل المستويات؛ بدءاً من الزحام المروري الخانق والضوضاء والتلوث السمعي وحتى المشاجرات والمشاحنات وعمليات النصب في البيع والشراء، وصولاً إلى المعارض التى انتشرت في كل أنحاء القاهرة الكبرى، واحتلت الأرصفة بسياراتها وطغت على حقوق المواطنين؛ ليأتي القرار بنقلها إلى مدينة السيارات في إطار خطة شاملة هدفها تصويب الأوضاع وتحسين المظهر الحضاري.
ويعتبر قرار إنشاء المدينة إضافة لرغبة الدولة في تحسين أو الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطن؛ فقد كانت هناك سوق للسيارات المستعملة بالحي العاشر "سوق الجمعة"، وكانت عشوائية وتسبب ربكة مرورية، بالإضافة إلى إمكانية حدوث بعض عمليات النصب خلال البيع، وعدم حفظ حق المواطن في شراء سيارات قد يتبين في ما بعد أن أوراق هذه السيارات غير سليمة أو قد يتبين أن بها عيوباً غير ظاهرة وتحتاج إلى الكشف الجديد.
ومن فوائد مدينة السيارات الجديدة، يمكن للمواطن التأكد من مستندات السيارة التي يرغب في شرائها قبل عملية الشراء، من فرع المرور الموجود، كما يمكن للمواطن التأكد من حالتها الفنية والحصول على تقرير فني بما تحتاج إليه السيارة، وحالة المحرك، وما إلى ذلك؛ أي أن المدينة الجديدة ستقضي على حالات النصب والغش التي كان يتعرض إليها المواطن في أسواق بيع السيارات العشوائية.

خدمات متنوعة
وتعتبر السوق الجديدة منطقة جذب لمعارض السيارات؛ حيث يتوجه المواطن لشراء سيارته والتنقل بين المعارض المختلفة للحصول على ما يبتغيه من مواصفات، فتجميع المعارض والسيارات في مكان واحد يفيد المواطن بدلًا من التنقل في مناطق أخرى بين التوكيلات والمعارض المنتشرة حالياً.
كما أن وجود المعارض في منطقة واحدة يكون في صالح المواطن؛ حيث من المنتظر أن يتم تقديم عروض سعرية أو عروض أخرى على هيئة خدمات مجانية بين معارض السيارات لجذب العميل.
ومدينة السيارات هي الأولى من نوعها في العالم؛ فلأول مرة نجد تجمعاً (مدينة السيارات العالمية) التي تعد حلماً للجميع، لذا اعتبر محمود حماد رئيس قطاع المستعمل برابطة تجار السيارات المصري، إنشاء مدينة السيارات العالمية خطوة كبيرة للنهوض بقطاع السيارات.
وأشار حماد أن فكرة إنشاء مدينة السيارات العالمية على أرض مصرية، تخدم قطاع السيارات بالكامل، إضافة إلى نقل الأسواق الخاصة للمركبات لتكون بشكل حضاري ومنظم بدلاً من أن تكون عشوائية.
وأكد حماد أن المدينة سوف تقوم بعرض سيارات جديدة، وليست مستعملة فقط، ويمكن للمشتري شراء سيارة بالتقسيط إذا أراد عن طريق البنك الموجود داخل المدينة، إضافة إلى وجود شركات التأمين، ووحدة شهر عقاري.
ويمكن للمشتري أن يتسلم السيارة في نفس اليوم، وتتم الموافقة عليها إذا كانت الإجراءات ميسرة، والتوجه أيضا إلى وحدة المرور الموجودة بالمدينة لترخيص السيارة، وعند الخروج من المدينة سوف يجد المشتري سيارة تحمل لوحات.
دعم الاقتصاد الوطني
وستسهم هذه المدينة في فتح آفاق جديدة للعمل أمام الأيدي العاملة من الشباب، إلى جانب تشجيع الاستثمار ودعم الاقتصاد الوطني.
والهدف من إنشاء مدينة السيارات العالمية هو تقليل التكدس والتزاحم، علاوة على حل مشكلات التمركز المتعلقة بالعديد من الأنشطة التجارية والصناعية في العاصمة.
وفي هذا الصدد، أثنى عدد من النواب على توجيهات الرئيس السيسي، مؤكدين أن إقامة مدينة عالمية متخصصة في صناعة السيارات تدعم الاقتصاد الوطني وتسهم في توفير الآلاف من فرص العمل، مع إمكانية التصدير للخارج.
وأشاروا إلى أن توجيهات الرئيس السيسي ببذل الجهود لإقامة مدينة السيارات العالمية، بمثابة خطوة عالمية تسهم فى دعم توطين صناعة السيارات داخل مصر، وسيكون لهذه الخطوة المردود الإيجابي الأكبر لصالح الاقتصاد المصري، والتى بدورها ستسهم في تقليل الاستيراد وتوفير العملة الصعبة.
في سياق متصل، أكد النائب عبد الفتاح يحيى عضو لجنة القوى العاملة بمجلس النواب أهمية صناعة السيارات لما لها من عائدات كبيرة على الخزينة العامة للدولة، مشيراً إلى أن مدينة السيارات العالمية ستسهم في فتح مجالات واسعة للاستثمار، فضلاً عن توفير الآلاف من فرص العمل للشباب.
