مع ذكرى نصر أكتوبر.. إنفاق 700 مليار جنيه لتنمية سيناء
بالتزامن مع الذكرى الـ48 لانتصار أكتوبر المجيد ومرور 7 سنوات على الحرب على الإرهاب، تشهد سيناء نهضة تنموية بكافة المجالات، وذلك منذ أن وضعت الدولة المصرية شبه جزيرة سيناء على خارطة التنمية الشاملة والاستثمار منذ 2014، ضمن خطة طموحة وغير مسبوقة لتعمير أرض الفيروز وجعلها منطقة جاذبة للمستثمرين والسكان وربطها بالدلتا ومحافظات الجمهورية.
وفي هذا الإطار، قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، إن سيناء شهدت فترة صعبة بسبب العمليات الإرهابية المتكررة، ولكن الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن عن المشروع القومي لتنمية شمال سيناء عن طريق تنميتها ورفع جودة البنية التحتية، تزامنًا مع الحلول الأمنية لمواجهة الإرهاب.
خطة طموحة للتعمير
واستهدفت خطة الدولة استغلال كل الموارد الطبيعية الموجودة على أرض سيناء من أجل توطين الشباب المصري وزيادة الرقعة المعمورة.
كما خططت الدولة لمد جسور التنمية إلى سيناء من أجل ربطها بقلب الدولة المصرية والتغلب على عزلها الذي كان عائقا لمدة طويلة، ثم استهداف تطوير البنية التحتية، وزيادة الاستثمارات، وخلق فرص عمل للشباب.
وأكد مدبولي أن حجم المشروعات المنفذة في سيناء تجاوزت تكلفتها 700 مليار جنيه خلال 6 سنوات فقط.
وتعد محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر الأضخم من نوعها على مستوى العالم بتكلفة حوالي 20 مليار جنيه وبطاقة إنتاجية 5.6 مليون متر مكعب في اليوم من المياه المعالجة ثلاثيا سيتم نقلها إلى أراضي شمال سيناء لتساهم في استصلاح 400 ألف فدان وتوفير الآلاف من فرص العمل لأبناء سيناء، وذلك في إطار المشروع القومي لتنمية سيناء ولتعزيز منظومة الاستخدام الأمثل للموارد المائية للدولة.
وحول جهود التنمية نشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء رسما توضيحيا سلط الضوء على جهود الدولة من أجل تنمية سيناء ومدن القناة، وذلك من خلال التوسع في تنفيذ المشروعات القومية والتنموية بأرض الفيروز.
وينسب الإنجاز العظيم الذي تشهده سيناء للإرادة السياسية الحقيقية للرئيس السيسي لتعمير هذه البقعة الغالية من أرض الوطن بعد عقود من الإهمال.

تنمية شاملة
وترتكز المحاور الاستراتيجية لتنمية سيناء على مد جسور التنمية من خلال ربط سيناء بالدلتا وباقي محافظات الجمهورية، وتطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية في مدن القناة وسيناء.
كما تشمل هذه المحاور استغلال المقومات الطبيعية والتنمية السياحية لجذب المزيد من الاستثمارات عن طريق تعظيم الاستفادة من مقومات السياحة والتوسع في تنمية المجتمعات العمرانية الجديدة.
ولتسهيل عملية الانتقال وربط سيناء بمحافظات الوادي والدلتا، تم تنفيذ 2400 كم أطوال طرق رئيسية بجانب تنفيذ أنفاق وكباري قناة السويس بواقع 5 أنفاق أسفل القناة لربط سيناء بمدن القناة، ليصل عددها إلى 6 أنفاق، بالإضافة إلى تنفيذ 5 كباري عائمة أعلى القناة لتسهيل حركة عبور المواطنين والبضائع.
وفيما يتعلق بالمشروعات بالبترولية، فقد شهدت طفرة غير مسبوقة في دعم أهالي سيناء ومدن القناة بخطوط الغاز الطبيعي والمشروعات البترولية حيث زادت أطوال خطوط توصيل الغاز الطبيعي المنفذة بنسبة 188.4%، لتصل إلى 2928.5 كم مقارنة بـ 1015.4 كم، فضلاً عن زيادة عدد محطات تموين السيارات بالغاز الطبيعي بنسبة 145.8%، لتصل إلى 59 محطة مقارنة بـ 24 محطة.
وعن خدمات الكهرباء، أشار تقرير المركز الإعلامي لمجلس الوزراء إلى زيادة عدد المشتركين الذين تم توصيل التغذية الكهربائية لهم بنسبة 29.6%، ليصل عددهم إلى 1.49 مليون مشترك فى أغسطس 2021، مقارنة بـ 1.15 مليون مشترك في يونيو 2014.
وعلى صعيد الخدمات الحكومية المميكنة، فقد تم الانتهاء من ميكنة 902 مكتب سجل تجاري، بالإضافة إلى الانتهاء من ميكنة 21 نيابة مرور و15 وحدة مرور، إلى جانب الانتهاء من ميكنة 17 فرع توثيق ثابتا، من بينها 9 مكاتب تعمل بنظام الشباك الواحد، والانتهاء من ميكنة 6 مكاتب طب شرعي.
وعن الجهود العمرانية، شهدت سيناء طفرة كبيرة، حيث تم ويجري إنشاء 48 ألف وحدة سكنية، بالإضافة إلى إنشاء 4300 منزل بدوى تابع لوحدات الإسكان الاجتماعي، بجانب استمرار العمل لتطوير 6 مدن جديدة.
المشروعات الزراعية كان لها نصيب كبير، حيث زادت مساحة الأراضي المستصلحة والمزروعة قد زادت بنسبة 118.4%، لتسجل 225 ألف فدان في سبتمبر 2021 مقارنة بـ 103 آلاف فدان في يونيو 2014.
وتم تنفيذ 67% من مشروع تنمية سيناء في سبتمبر 2021 مقارنة بـ 14% في يونيو 2014.
وفي مجال توفير المياه اللازمة للزراعة، فقد تم تنفيذ 13 مشروعاً لمعالجة مياه الصرف الصحي والزراعي، بإجمالي طاقة تصل إلى نحو 7 ملايين م3/يوم، أهمها محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر بإجمالي طاقة 5.6 مليون م3/يوم، وستساهم هذه المحطة في استصلاح 348 ألف فدان من إجمالي 476 ألف فدان مقرر استصلاحها بشمال سيناء.
وفي مجال المشروعات السمكية، تم تنفيذ 5907 أحواض سمكية ضمن مشروع الفيروز للاستزراع السمكي، وتم تنفيذ 4140 حوضاً سمكياً ضمن المرحلتين الأولى والثانية لمشروع قناة السويس للاستزراع السمكي.

مشروعات استثمارية
ولتعزيز الفرص الاستثمارية بشبه جزيرة سيناء ومدن القناة ضخ الحكومة استثمارات عامة بأكثر من 290 مليار جنيه لتنفيذ المشروعات القومية بهما منذ 2014 وحتى 2022، حيث تم تنفيذ 6362 مشروعا صناعيا بسيناء ومدن القناة بفضل تلك الاستثمارات.
ويعتبر إنشاء المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بنطاق سيناء ومدن القناة، من أهم المشروعات بالمنطقة لكونها تضم 4 مناطق صناعية و6 موانئ بحرية، وذلك بنحو 18 مليار دولار استثمارات في البنية التحتية داخل المنطقة، ساهمت في توفير 80 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
كما تم افتتاح 3 مراكز لخدمات المستثمرين تخدم 8843 شركة، وإطلاق 8 مناطق ومجمعات صناعية على خريطة الاستثمار الصناعي بسيناء ومدن القناة.
وفي مجال دعم المشروعات تطرق تقرير مركز معلومات مجلس الوزراء إلى تمويل نحو 37 ألف مشروع من جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر منذ 2014 بتكلفة بلغت نحو 1.5 مليار جنيه حتى يوليو 2021.
نهضة تعليمية وصحية
ولأهمية العملية التعليمية لم تبخل الدولة في تقديم خدمات تعليمية متميزة لأهالي سيناء، فعلى صعيد الاهتمام بمنظومة التعليم ما قبل الجامعي، تم لأول مرة فى سيناء ومدن القناة إنشاء 6 مدارس يابانية و3 مدارس تكنولوجيا تطبيقية.
وبالنسبة لتطوير منظومة التعليم العالي فقد تم وجار إنشاء 4 جامعات أهلية، منها جامعتا الملك سلمان الدولية والجلالة، واللتان تم بدء الدراسة بهما فعليا في العام الماضي، بينما جار إنشاء جامعتي شرق بورسعيد وقناة السويس.
قطاع الصحة لم يكن بعيدا عن هذه الاهتمامات، حيث تعمل الدولة على تقديم خدمة صحية متميزة لأهالي سيناء ومدن القناة، ذلك من خلال التوسع في إنشاء وتطوير المنشآت الصحية، حيث تم إنشاء 8 مستشفيات و57 مركزاً ووحدة صحية، فضلاً عن تطوير 18مستشفى و71 مركزاً ووحدة صحية، فيما تم إنشاء مجمع السويس الطبي أضخم مجمع بشمال مصر بطاقة استيعابية 427 سريراً، وكذلك إنشاء مخزن استراتيجي للأدوية في الريسة بالعريش.
توفير مظلة حماية اجتماعية لأهالي سيناء ومدن القناة كانت حاضرة بقوة في اهتمامات الحكومة ، فقد بلغت تكلفة الدعم الموجه للمستفيدين من برنامج تكافل وكرامة حتى سبتمبر 2021 نحو 1.25 مليار جنيه.
إشادات دولية
النهضة التنموية الشاملة التي تعيشها أرض الفيروز نالت على ترحيب كبير عدة شهادات دولية أشادت بجهود الدولة في تنمية سيناء، حيث أشادت مجموعة أكسفورد للأعمال بتشييد عدد من الأنفاق الجديدة فى سيناء، والتي ساعدت على تسهيل الربط بين سيناء والعديد من محافظات مصر، فضلاً عن إشادتها بتوسيع شبكة الطرق القومية الخاصة بها، والذى حسن بصورة كبيرة تقييم مصر العالمي بجودة الطرق.
مؤسسة فيتش من جانبها ثمنت على الدور الكبير الذي تقوم به قناة السويس والمنطقة الاقتصادية التابعة لها في جذب استثمارات في مجال البنية التحتية إلى مصر، نتيجة لانجذاب المستثمرين إلى المشروعات ذات الموقع الاستراتيجي، والمدعومة بالقدرات اللوجستية والتصديرية المطلوبة.
وفي نفس السياق أشارت موسوعة جينيس للأرقام القياسية، إلى تسجيل محطة مصرف بحر البقر كأكبر محطة معالجة لمياه الصرف فى العالم نظراً لكونها مصدراً هاماً لمياه الري وحلاً فعالاً لدعم الزراعة بمنطقة سيناء.
من جانبها أشادت مجلة ENR الأمريكية، بحصول محطة المحسمة لمعالجة مياه الصرف الزراعي على جائزة أفضل مشروع عالمي لعام 2020، موضحةً أن مصر قامت ببناء واحدة من أكبر محطات معالجة المياه في العالم وأكملتها بدقة كبيرة فى عام واحد فقط.
بينما رأت الإيكونوميست أن مصر استمرت في وضع خطط واسعة لتنمية بنيتها التحتية وركزت على المشروعات القومية بمنطقة سيناء بشكل خاص، كما تمكنت من توسيع خططها لتمكين قطاع السياحة خلال أزمة كورونا، مما انعكس إيجابياً على استقبال مطارات شرم الشيخ وطابا أعداداً كبيرة من السياح.
أما تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للتنمية البشرية في مصر 2021، فقد علق على ما تم إنجازه في مدينة الإسماعلية الجديدة مؤكداً أنها تمثل أول مدينة نموذجية في مصر، خاصة وأنها تراعي سهولة وصول الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة، كما مثلت مدينة السويس الجديدة أولى خطوات تنمية المجتمع العمراني في سيناء.

عبور جديد
وأوضح عدد من الخبراء أن المشروعات الزراعية والمزارع السمكية التي تشهدها سيناء تسهم في تحقيق الأمن الغذائي ليس فقط لأبناء سيناء بل لمصر كلها خلال السنوات المقبلة.
وأضافوا أن القيادة السياسية، منذ عام 2014 وحتى اليوم، نجحت في تنمية سيناء لتعود أرض الفيروز جنة لمصر، حيث تعمل الدولة على تنفيذ 418 مشروعات تم الانتهاء من 267 مشروعا بتكلفة 198 مليار جنيها، وجاري تنفيذ 110 مشروعا آخر بتكلفة 206 مليارات جنيه.
وأشار آخرون إلى أن الدولة شيدت عددا من المشروعات القومية كنفق الشهيد أحمد حمدي 2 والذي يربط القاهرة بمحافظات القناة الثلاث أسفل المجرى الملاحي لقناة السويس، ضمن مخطط التنمية الشاملة لأرض الفيروز، إضافة إلى تنفيذ 35 طريقا وجار تنفيذ ١٦ طريقا آخر ضمن مشروعات تنمية شبه جزيرة سيناء.
وتعد النهضة الشاملة في سيناء بمثابة عبور جديد يتحقق على أرض الواقع، فسيناء كانت أحد أهم وأعظم التحديات التي واجهت الدولة المصرية خلال السنوات الماضية، كونها مثّلت أرضًا خصبة للتطرف وللجماعات الإرهابية، لكنها أصبحت الآن من أهم محاور التنمية والأمن والاستقرار.
وسيكون للمشروعات القومية في سيناء مردود إيجابي على الاقتصاد المصري من حيث زيادة الناتج المحلى وتخفيض معدلات البطالة وزيادة معدلات النمو الاقتصادي، فضلًا عن إنهاء عزلة سيناء وربطها بالدلتا عبر الأنفاق الجديدة، بالتزامن مع تدشين العديد من المشروعات المختلفة في كل المجالات والقطاعات بهدف تحقيق التنمية المستدامة.
وتسهم المشروعات القومية بسيناء في توفير فرص عمل جديدة وعديدة بما يسهم في تخفيض معدلات البطالة بجانب توفير فرص استثمارية واعدة للقطاع الخاص مع تذليل كل العقبات أمام المستثمر المصري والأجنبي.