خاص| هل تنجح إثيوبيا في توليد الكهرباء من سد النهضة؟

آبي أحمد
آبي أحمد



خبراء: إعلان إثيوبيا إنتاج الكهرباء تغطية على أزماتها الداخلية.. والمياه ستتدفق نحو مصر

القوصي: إثيوبيا فشلت في الملء الثاني.. وعلام: لا يوجد تأثير سلبي على دولتي المصب

افتتحت إثيوبيا، صباح اليوم الأحد، بشكل رسمي، عملية إنتاج الطاقـة الكهربائية من سد النهضة، وذلك بحضور رئيس الوزراء آبي أحمد، ووسط خلافات مع دولتي المصب مصر والسودان، في ظل عدم التوصل لاتفاق قانوني مُلزم يحفظ حقوق الدولتين.

إثيوبيا التي بدأت عملية إنتاج الطاقة من سد النهضة من خلال تشغيل توربينتين تم تركيبها بالسد بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية «فانا»، اختارت هذا التوقيت لتبدأ عملية توليد الطاقة، ولكن ما الهدف من ورائه؟ وما السبب وراء اختيار هذا التوقيت؟

«المدار» استطلع آراء بعض المسؤولين والخبراء حول هذه الخطوة الإثيوبية في السطور التالية.

توليد ضعيف

قال محمد نصر علام، وزير الري الأسبق، إنه لا يوجد تأثير سلبي من عملية توليد الكهرباء وتشغيل التوربينات، مؤكدا أن مصر كانت على الدوام داعمة للمشروعات التنموية التي تعود بالإيجاب والفائدة على الشعب الإثيوبي.

ولفت علام في تصريحاته لـ«المدار» إلى أن مصر حرصت منذ البداية على دعم إثيوبيا ومساعدتها في توليد الكهرباء، ابتداء من اتفاق 2015 الذي تم توقيعه بين مصر والسودان وإثيوبيا، قائلا: «مصر لا تمانع في استخدام السد الإثيوبي في توليد الكهرباء، لكن مع عدم الإضرار بحصة مصر والسودان من مياه النيل».

 

الملء الثالث

وأكد الوزير نصر علام، أن إثيوبيا تقوم بعملية تشغيل التوربينات وتوليد الكهرباء، دون توافق والتنسيق مع دولتي المصب، في استمرار للانتهاكات التي تمارسها حكومة أديس أبابا خلال السنوات الأخيرة المخالفة للقوانين الخاصة بالأنهار العابرة للحدود، ما يمثل خطأ جسميا، ويضع مسؤولية قانونية على الحكومة الإثيوبية.

وواصل موضحا أنه في حال إقدام إثيوبيا على تعلية الممر الأوسط بسد النهضة، والذي يعني التمهيد لعملية الملء الثالث، فإنه سيكون هناك تصعيد كبير من مصر والسودان، خاصة في ظل عدم التوصل لاتفاق قانوني ملزم بين الدول الثلاث، واستمرار المراوغة الإثيوبية والتعنت في المفاوضات.

موضوعات متعلقة

سنوات ضائعة

وأردف الدكتور نصر علام، أن التوربينات التي امتلأت خلال الملء الأول لسد النهضة تم اكتشاف أخطاء فنية بها، مؤكدا أن الملء الأول كان كافيا لتوليد الكهرباء إلا أن الإثيوبيين أضاعوا عامين كاملين في انتظار توليد الكهرباء.

وأضاف أن الإثيوبيين فشلوا على مدار عامين كاملين في توليد الكهرباء، حيث إن عمليتي الملء الأولى والثانية لم تستفد بهما، وتسببتا في فقدان كميات كبيرة من المياه المخزنة نتيجة التبخر والتسرب، إضافة إلى خلق مشاكل قانونية وفي العلاقات مع دولتي المصب.

سد النهضة

الهدف وراء الإعلان

أوضح وزير الري الأسبق، أن الهدف الرئيسي وراء الإعلان الإثيوبي عن بدء توليد الكهرباء وتشغيل التوربينات يتمثل في تحسين الأوضاع الداخلية، خصوصا مع الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد، لافتا إلى أن الإعلان يعد رسالة موجهة للداخل وليس له علاقة بالسياسة الدولية.

تشغيل تجريبي

من جانبه، قال الدكتور ضياء الدين القوصي مستشار وزير الري السابق، إن عملية توليد الكهرباء من التوربينات التي تحدث عنها المسؤولون الإثيوبيون، ستكون ضعيفة للغاية، حيث لم تنجح أديس أبابا سوى في تخزين 4 مليارات متر مكعب من المياه خلال الملء الثاني، على الرغم من أنه كان مقررا ملء 18.5 مليار.

أوضح الدكتور ضياء الدين القوصي خبير الموارد المائية، أنه سيتم توليد 1800 ميجا، والإعلان يمثل تشغيلا تجريبيا سيستمر لأيام عدة قبل أن يتوقف، ومن ثم ستتدفق المياه المستخدمة في عملية التشغيل للتوربينات نحو مصر والسودان.

وتابع أن عملية تشغيل التوربينات في فبراير الحالي، متفق عليها منذ توقيع اتفاق 2015، وتسير وفقا للجدول الزمني الذي تم وضعه.

دعاية إعلامية

ولفت القوصي إلى أن الإعلان الإثيوبي الأخير يمثل دعاية إعلامية للشعب الإثيوبي، وزعما بأن البناء والعمل لم يتوقف، وأن التنمية مستمرة ولم تتأثر بالنزاعات التي وقعت مؤخرا.

ونوه إلى أن الدعاية التي تمارسها إثيوبيا، والتي كان آخرها الإعلان عن بدء توليد الكهرباء، ما هي إلا  تغطية على الوضع الداخلي المتأزم وتوقف العمل بالإنشاءات منذ أشهر، حيث لم يتم إنجاز سوى 70% من الإنشاءات، ويتبقى 30%.







أضف تعليقك