خاص| سيف الإسلام القذافي وحفتر هما الأقرب.. من يرأس ليبيا قريبًا؟
طوال السنوات القليلة الماضية، لم تهدأ معاناة الليبيين، يراودهم بين حين وآخر حلم المرور ببلادهم إلى بر الأمان، في ظل تواجد مئات المرتزقة الذين يعيثون في الأرض فساداً، ينتظرون بفارغ الصبر موعد إجراء الانتخابات الرئاسية، باعتبارها طوق النجاة ولكونها فرصة قد لا تتكرر، فضلاً على أن اختيار رئيس للبلاد، يمثل الحل الأمثل لانتشالهم من مهالك المرتزقة، وفقا لما أكده سياسيون ليبيون.
لكن يبقى السؤال، هل سيتحد الليبيون لإجراء انتخاباتهم الرئاسية في موعدها المقرر ضد أي معوقات؟، وفي حال أجريت بالفعل، وهو ما تتمناه مصر للشقيقة ليبيا، من هو المرشح الأكثر حظاً من بين المرشحين للفوز؟
لمن ستؤول الانتخابات؟
في هذا السياق، قال رجب لمريض، أستاذ العلوم السياسية الليبي: "نتوقع المزيد من عمليات الترشح للانتخابات الرئاسية خلال الساعات القليلة المقبلة، فالوقت لا زال مبكرا لتقييم العملية الانتخابية، ولمن ستؤول النتيجة".
وردا على سؤال "المدار" عن الأقرب من الفوز بالانتخابات سيف الإسلام القذافي أم المشير خليفة حفتر في حال لم يترشح الدبيبة، قال لمريض: "نتوقع أن يكون الفوز من نصيب نجل القذافي، حتى وإن ترشح عبد الحميد الدبيبة فلن يتغير شيء".
ترشح الدبيبة
وعن الأسباب التي تعوق تقدم الدبيبة بأوراق ترشحه حتى الآن، أوضح لمريض: "ترشح الدبيبة يتعارض مع قانون الترشح للانتخابات، إلا بعد تعديله"، مشيراً إلى أن هناك مفاوضات تجرى حول هذه التعديلات.
رسالة سيف الإسلام
ووجه سيف الإسلام، رسالة للشعب الليبي، حثهم فيها على ضرورة الإقبال بكثافة على لجان الاقتراع.
ويتساءل الكثيرون عما إذا كانت دعوة القذافي ستزيد من نسب الإقبال على صناديق الاقتراع، في الانتخابات المقرر عقدها يوم 24 ديسمبر المقبل.
وردا على تلك التساؤولات، قال السياسي الليبي: "مؤكد ذلك، خصوصاً بعد مخرجات العشيرة السوداء".

رسالة رغد صدام
وعن مساندة رغد، ابنة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لسيف الإسلام من خلال تغريدة عبر "تويتر"، قال لمريض: "نظراً لعمق العلاقة بين الأسرتين، وموقف الرئيس الراحل معمر القذافي في تظامنه مع أسرة الراحل صدام حسين أثناء الغزو الأمريكي للعراق، الذي كان له الأثر الكبير، من بينها تكليف عائشة القذافي مع فريق محامين للدفاع عن صدام حسين أثناء المحاكمة، وعلى ذلك نرى أن موقف رغد والداعم لسيف الإسلام هو أمر طبيعي".

سيف الإسلام والمشير حفتر
من ناحية أخرى، قال مصطفى الفيتوري، الكاتب والمحلل السياسي الليبي، إن عدد المرشحين سيزداد بشكل يومي طوال الفترة المتبقية حتى إغلاق باب الترشح، وبدء عملية الاقتراع، لافتاً إلى أن هناك أعدادا رسمية، لمن تقدموا فعلياً بأوراقهم، وعلى رأسهم المشير خليفة حفتر، وسيف الإسلام القذافي، وأخرى غير رسمية، لمن ينوون الترشح، لكنهم لم يفعلوا حتى الآن.

مترشح ألماني للانتخابات الليبية
وأضاف الفيتوري، في حديثه لـ"المدار" أن علي زيدان، المرشح للانتخابات الرئاسية، هو ألماني من أصول ليبية، وترأس الحكومة بعد إسقاط النظام بفعل الغزو الخارجي 2011، وسجل على حكومته فساد مالي وأمني، وتبقى حظوظ الآخرين متساوية، باستثناء سيف الإسلام، نظراً لتمتعه بشعبية كبيرة.
وتابع الفيتوري: "بخصوص المشير خليفة حفتر، فلا شك في أنه يحظى بشعبية جارفة، ولكن فرص فوزه قد تكون محدودة بعض الشيء، خصوصاً في ظل كثرة أعداد المرشحين، الأمر الذي يصب في مصلحة من يحظى بدعم وتأييد الغالبية العظمى من الليبيين، بناءً على شعبيته".
جولتا الانتخابات
وفي حال أجريت الانتخابات الرئاسية في موعدها المقرر يوم 24 ديسمبر المقبل، ولم يمنع سيف الإسلام لأي سبب كان من خوضها، توقع المحلل السياسي الليبي، فوز نجل القذافي في الجولة الثانية وليست الأولى، موضحاً أن الجولة الأولى ستشهد منافسة كبيرة إلى حد ما، ولكن أحدا لا يستطيع أن يتوقع بين من ستكون.
وبسؤاله عن سبب تأخر عبدالحميد الدبيبة في التقدم بأوراق ترشحه حتى الآن، لفت الفيتوري إلى أنه من المفترض على الدبيبة عدم الترشح للانتخابات الرئاسية، نظرا لأن ترشحه سيكون ضد الاتفاق السياسي في ملتقى الحوار السياسي الليبي، والذي اشترط على من ترشح لرئاسة الحكومة، بعدم الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية، وبالتالي لا يفترض أن يترشح لأي منصب كان، إضافة لطاقمه الحكومي بالكامل، ولكن على ما يبدو أن الدبيبة ينوي تجاهل الشرط، والترشح، وقد يكون منافسا قويا.
تأجيل الانتخابات
وأجاب السياسي الليبي، على سؤال "المدار" بشأن احتمالية تأجيل الانتخابات عن موعدها المقرر، فقال: "بالتأكيد هو أمر وارد، وبنسبة عالية، نتيجة الأحداث التي أدت لإغلاق بعض مراكز الاقتراع، إلى جانب الاحتجاج على ترشح بعض الشخصيات، والاعتراض على قوانين الانتخابات، وهو ما يجعل التأجيل أحد السيناريوهات المطروحة"، موضحاً أن التأجيل إن حدث بالفعل، فلن يكون بإعلان تغير موعد الانتخابات، وإنما بإفشالها، وعدم الاعتراف بنتائجها، ليبقى الوضع كما هو عليه.
جدير بالذكر أن موقع "تويتر"، أغلق، مساء أمس الخميس، الحساب الرسمي للمرشح لانتخابات الرئاسة سيف الإسلام القذافي، بعد ساعات من إطلاقه دون توضيح الأسباب، حسبما نقلته وسائل إعلام محلية ليبية.
وتضم قائمة المرشحين حتى الآن كلاً من: سيف الإسلام القذافي، والمشير خليفة حفتر، وعبدالحكيم على بعيو، وأسعد محسن زهيو، وفيضان عياد حمزة، والسنوسي عبدالسلام السنوسي، ومحمد أحمد المزوغي، وعبدالله أحمد ناكر، وفتحي حمد بن شتوان، وعبدالحكيم ضو زامونه، وعلي زيدان، وفتحي باشاغا.