خاص| كيف يرى الليبيون دعم مصر حكومة وشعباً لبلادهم؟
مواقف لا نستغربها من أم الدنيا.. فهي العون التاريخي لليبيين على مر العصور، مصر كانت دائما العمق الحضاري للشعب الشقيق في حروبه، فقد ساندته في جهاده ضد الاحتلال الإيطالي، فضلاً عن أنها كانت الملاذ الأمن من بطش الطليان باحتضان أبنائها، لذا فنحن لا نشك لبرهة في صدق المواقف المصرية الصادقة تجاه بلادنا.
ليبيا قضية تهم مصر
وفي هذا السياق، قال الكاتب والسياسي الليبي ناجي إبراهيم، إن الموقف المصري الثابت تجاه بلاده يعبر عن موقع مصر العربي والإفريقي، كما يبين حرص مصر حكومة وشعباً على الأمن والاستقرار في ليبيا، والمنطقة، باعتبار الأمن والاستقرار في ليبيا قضية تهم مصر وشعبها.
وأضاف السياسي الليبي، في حديثه لـ "المدار"، أن الموقف المصري الثابت الذي عبر عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي، في كلمته خلال مؤتمر باريس، وفي أكثر من محفل، تعبيراً صادقاً عن عمق العلاقة التاريخية والاجتماعية بين الشعب الواحد في ليبيا ومصر.
العمق الحضاري
وأشار ناجي، إلى أن مصر كانت دائماً عمق حضاري للشعب الليبي، والعون لليبيين عبر التاريخ، فقد ساندت جهاد الشعب الليبي ضد الاحتلال الإيطالي، وكانت ملاذاً لليبيين، الذين فروا من بطش الطليان، كما احتضنت المهاجرين الليبيين عبر حقب التاريخ المختلفة.
وتابع: "كانت مصر عبد الناصر من أول الدول التي ساندت ثورة الفاتح عام 1969 منذ أيامها الأولى، فضلاً عن اختلاط الدم الليبي بالمصري في معارك الأمة العربية ضد الاحتلال الصهيوني 1973، التي دعمتها ثورة الفاتح بالمال والسلاح والرجال، واعتبرتها ليبيا معركة قومية فوقفت معها بكل الإمكانيات، إذن لا نستغرب مثل هذه المواقف المشرفة والداعمة لليبيا من القيادة المصرية وشعبها".
وحيا الكاتب والسياسي الليبي، الرئيس عبدالفتاح السيسي، وشعب مصر العظيم على مواقفه الثابتة والمشرفة، التي يحترمها ويقدرها ويؤيدها الشعب الليبي.
مواقف صادقة
ولفت ناجي إلى أن ليبيا حكومة وشعباً لاتشك في صدق المواقف المصرية، وتعلم أنها تأتي من إحساس صادق وعميق بحجم المأساة التي يعيشها الشعب الليبي، الذي يعاني من الانفلات الأمني، والمهدد في حاضره ومستقبله بفعل التدخلات الأجنبية الناتجة عن مؤامرة كونية، من خلال تدمير الدولة الليبية، والقضاء المبرم على جيشها، ومحاولات مستميتة لمنع توحيد القوات المسلحة الليبية من دول إقليمية وعالمية، حاولت مصر شعباً وقيادة إفشالها والعمل مع الليبيين من أجل توحيد مؤسساتهم العسكرية والأمنية، لإعادة الدولة الليبية، وإعادة سيادتها واستقلالها، ودورها القومي والإقليمي.
الرئيس السيسي
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد أكد أن مصر كانت وستظل داعمة للشعب الليبي، وللجهود الدولية والإقليمية المتواصلة لتحقيق طموحاته.
عمر المختار
ولتحفيز الشعب الليبي، ذكّرهم الرئيس السيسي بأحد رموز دولتهم، عندما قال "يا أحفاد عمر المختار، لقد حان الوقت لكي تستلهموا عزيمة أجدادكم، الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل الحرية واستقلال القرار الوطني، وأن تلفظوا من بلادكم كل أجنبي ودخيل مهما تغنى بأن في وجوده خيراً لكم، فالخير في أياديكم أنتم إن تجاوزتم خلافاتكم وعقدتم العزم على بناء بلادكم بإرادة ليبية حرة، وستجدون مصر سنداً لكم وقوة متى احتجتموها، دعماً لأمنكم ولخياراتكم وطموحاتكم".
ودعا الرئيس السيسي، جميع الأطراف الفاعلة داخل ليبيا وخارجها إلى الارتقاء لمستوى الحدث، والتصرف بمسؤولية وبمنطق رشيد، والكف عن أوهام التمدد وبسط النفوذ والعبث بمقدرات وأمن الغير، والتوقف عن سياسة فرض الأمر الواقع باستخدام القوة العسكرية أو المادية، فضلاً عن عدم توفير ملاذات آمنة أو أي شكل من أشكال الدعم للجماعات الإرهابية والمتطرفة، أو نقل عناصرها من دولة إلى أخرى، بما يخرج ليبيا من أزمتها ويرفع المعاناة عن شعبها الشقيق.