خاص| مصر قادرة على دعم ليبيا فنياً ولوجستياً

مؤتمر باريس
مؤتمر باريس



دور تاريخي تلعبه مصر على مر العصور للحفاظ والنهوض بالدولة الليبية الشقيقة، الأمر الذي يؤكده الرئيس السيسي في كلماته مراراً وتكراراً، وكان آخرها أمس في مؤتمر باريس، وهو ما لقي ترحيباً شديداً من الأشقاء الليبيين، خصوصاً بعد أن ذكرهم السيسي بعمر المختار، ليشعل بذلك فتيل الحماس داخلهم للمرور ببلادهم إلى بر الأمان.      

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أكد أمس: مصر كانت وستظل داعمة للشعب الليبي، وللجهود الدولية والإقليمية المتواصلة لتحقيق طموحاته.

ولتحفيز الشعب الليبي، ذكّرهم الرئيس السيسي بأحد رموز دولتهم، عندما قال "يا أحفاد عمر المختار، لقد حان الوقت لكي تستلهموا عزيمة أجدادكم، الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل الحرية واستقلال القرار الوطني، وأن تلفظوا من بلادكم كل أجنبي ودخيل مهما تغنى بأن في وجوده خيراً لكم، فالخير في أياديكم أنتم إن تجاوزتم خلافاتكم وعقدتم العزم على بناء بلادكم بإرادة ليبية حرة، وستجدون مصر سنداً لكم وقوة متى احتجتموها، دعماً لأمنكم ولخياراتكم وطموحاتكم".

وأشار السيسي إلى أن الاجتماع جاء بعد ما يقرب من عامين، من قمة برلين حول ليبيا حين تعهدنا معاً بحماية سيادة ليبيا واستقلالها وسلامتها الإقليمية، والتزمنا بدعم جهود الأمم المتحدة لإطلاق عملية سياسية شاملة ومستدامة بقيادة وملكية ليبية من أجل إنهاء حالة الصراع واستعادة الاستقرار الذي ينشده الشعب الليبي أجمع.

وفي هذا السياق، لفت السيسي إلى أن مصر وجهت رسالة واضحة إلى كل أطراف المعادلة في ليبيا، مفادها أن الوقت قد حان للبدء في إجراءات محددة للوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة الليبية، محذرةً من خطورة استمرار الصراع المسلح على الأمن القومي الليبي، وعلى دول جوارها العربي والأفريقي والأوروبي عموماً، وأننا قد نضطر لاتخاذ إجراءات لحماية أمننا القومي وحفظ ميزان القوة في حالة الإخلال به.


وأكد السيسي: من المهم أن يكون الموقف الصادر عن اجتماعنا واضحاً لا لبس فيه بشأن رفض بقاء الوضع على ما هو عليه، وإدانة استمرار مخالفة المقررات الدولية ذات الصلة بإنهاء كل أشكال الوجود العسكري الأجنبي في ليبيا، وربما يكون الأهم أن يتم تدشين آليات وضمانات لتنفيذ ما نتفق عليه، وما تسعى لجنة 5 + 5 العسكرية المشتركة بصدق ووطنية إلى تحقيقه من خلال خطتها ذات الصلة، وأن يتم تحديد مدى زمني واضح وملزم لتنفيذ خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب الذين دخلوا إلى ليبيا بعد عام 2011، حتى لا تعود الأمور إلى الوراء كما حدث في مراحل عديدة سابقة.

ودعا الرئيس السيسي جميع الأطراف الفاعلة داخل ليبيا وخارجها إلى الارتقاء لمستوى الحدث، والتصرف بمسؤولية وبمنطق رشيد، والكف عن أوهام التمدد وبسط النفوذ والعبث بمقدرات وأمن الغير، والتوقف عن سياسة فرض الأمر الواقع باستخدام القوة العسكرية أو المادية، فضلاً عن عدم توفير ملاذات آمنة أو أي شكل من أشكال الدعم للجماعات الإرهابية والمتطرفة، أو نقل عناصرها من دولة إلى أخرى، بما يخرج ليبيا من أزمتها ويرفع المعاناة عن شعبها الشقيق.

وفي سياق متصل، أشاد ليبيون بالكلمة التي ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر باريس حول ليبيا، المنعقد الجمعة، الذي جدد فيها دعم بلاده الكامل لليبيا في سعيها نحو إتمام خارطة الطريق، وصولاً إلى عقد الانتخابات العامة في 24 ديسمبر المقبل.

وأثنى ليبيون على ذكر الرئيس السيسي عمر المختار، حين خاطبهم قائلاً: "يا أحفاد عمر المختار، لقد حان الوقت لكي تستلهموا عزيمة أجدادكم الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل الحرية واستقلال القرار الوطني، وأن تلفظو من بلادكم كل أجنبي ودخيل مهما تغنى بأن في وجوده خيراً لكم، فالخير في أياديكم".

وفي الشأن ذاته، قال الدكتور صلاح هاشم، المحلل السياسي، إن كلمة الرئيس السيسي عن ليبيا "محفزة جداً للتكاتف الشعبي، والقبلي أيضاً بين قبائل الليبية لدعم الاستقرار، ورفع وعيهم بالمخاطر الشديدة".

وأوضح المحلل السياسي، في حديثه إلى "المدار"، أن هذه المخاطرة قد تنتج عن عدم التماسك ومساندة الحكومة الشرعية في ما يتعلق بعملية الانتخابات، وأنه على الشعب الليبي معرفة وجود مؤامرة خطيرة لتقسيم وخلخلة الاستقرار الليبي.

وأشار هاشم إلى أن كلمة الرئيس السيس وتأكيده أن الشعبين المصري والليبي قطر واحد، وأن الأمن القومي المصري ممتد إلى ليبيا، وما يحدث في ليبيا قد يشكل بشكل أو بآخر على استقرار مصر، فضلاً على أن مصر دولة وشعباً داعمة للاستقرار الليبي من خلال تقديم الخبرة المصرية لإجراء الانتخابات بكل مراحلها، خصوصاً والتجربة المصرية ثرية جداً في هذا الشأن.

وتابع هاشم: مجمل رسائل الرئيس السيسي تمحورت حول ضرورة توحيد الصف، والحفاظ على الاستقرار الليبي، وعدم الانتباه إلى مسألة المؤامرة، وأن هناك مخربين لا يريدون لليبيا السلام، مؤكداً أن مصر قادرة على دعم ليبيا من خلال الدعم الفني واللوجستي، حتى لو تطلب الأمر الإشراف على عملية الانتخابات، أو صناعة محتوى التوعية الانتخابية، وتحفيز الشارع الليبي للمشاركة الفعالة في الانتخابات.







أضف تعليقك